الرأي , سواليف
الإخوان والملالي ولبنان
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
أستغرب جدا حينما أسمع من بعض الأصدقاء أنهم متألمون من مواقف بعض الفلسطينيين منا . فالذي يسترجع التاريخ ويتذكر الأحداث ، يدرك تماما أن هناك كثيرا من الفلسطينيين سبق وأن عبروا بوضوح وبدون حياء أو مجاملة عن كرههم لنا واحتقارهم لثقافتنا . بل إنهم وزعوا الحلويات في الشوارع ودبكوا بكل فرح لحظة دخول صدام حسين للكويت والخفجي . أقصد أنه لا غرابة منهم إن هم تخندقوا مع أعدائنا ، فكل ما قاموا به هو بوح لما في صدورهم ، وجهر بما تحمله نفوسهم المريضة . لقد تاجروا بقضيتهم وبشهدائهم فكيف لا يتاجرون بعلاقاتهم ومصالحهم باسم القضية الفلسطينية .
عندما حاول إمام المسجد الأقصى إقامة صلاة الغائب على الملك عبدالله – يرحمه الله ، ثار عليه أغلب المصلين حتى منعوه من أداء صلاة الغائب . وكلنا يعلم أن المسجد الأقصى في الضفة الغربية وليس في غزة حيث معقل الإخونجية الحمساويين . مما يعني أن لا فرق بينهم فجميعهم – إلا من رحم ربي – يجحدون كل ما قدمته المملكة وقيادتها وشعبها من جهود ودعم لإبقاء القضية الفلسطينية مطروحة في كل المحافل الدولية . أما عندما تمت تصفية المجرم قاسم سليماني فإنهم أقاموا سرادق العزاء واستقبلوا المعزين رغم معرفتهم بما قام به من قتل وتشريد وترويع وجرائم حرب في أكثر من وطن عربي وخاصة جرائمه في حلب وحمص والتي قتل أطفالها وهجر الملايين من أهلها في تغيير ديموغرافي ممنهج . إن التلاحم والتوافق ما بين الإخوان المسلمين وملالي طهران ، يؤكد أنهم وجهان لعملة واحدة فاسدة قذرة .
اللبنانيون الذين كنا ننظر إليهم دائما نظرة التقدير والإحترام ، والذين كلما ضاقت بهم الدنيا وتكالبت عليهم الظروف ، وجدوا القيادة السعودية أول من يقف معهم ويدعمهم ويخرجهم من تلك الأزمات ، ففتحت أبوابها لمئات الآلاف منهم للعمل في أراضيها رغم أن الوطن ليس بحاجة لمعظمهم . ومع ذلك لا يزال ذلك الصعلوك جبران باسيل الذي يدير كل شؤون لبنان ويتحدث باسمها في الداخل والخارج ، يتجاوز كل أدبيات العلاقات الدبلوماسية مع المملكة وقيادتها . متبنيا لمواقف عدائية لا مبرر لها ، ومتحالفا مع حزب الشيطان الذي لا يتورع أمينه عن شتم المملكة والتحريض عليها نهارا جهارا .
المملكة لا تحتاج إلى لبنان إذا كان لبنان لا يحتاجها ، وشركات القطاع الخاص لن تتأثر إن هي ودعت كل العمالة اللبنانية وألغت عقودهم ، فاللبنانيون ليسوا جميعا أطباء ولا مهندسين ولا علماء ولا مفكرين أو مبدعين ، فمعظمهم يعملون في وظائف خدمية لن نجد صعوبة في إيجاد بديل عنهم من المواطنين أو الأجانب الأقل كلفة منهم والأكثر احتراما لنا .
نعم لنا زملاء وأصدقاء أعزاء من لبنان لا نتمنى لهم إلا الخير ، لكن ماذا عسانا نفعل أمام تلك المواقف السلبية البغيضة من ساسة بلادهم الذين لا يفهمون غير لغة التجاهل والاحتقار . ولكم تحياتي.