الرأي , سواليف
الوطن يفقد النجيب “نجيب”
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
ما أن أستيقظت من نومي وفتحت هاتفي لأرى إن كانت هناك رسائل مهمة ، حتى تفاجأت بأكثر من صديق يطرحون سؤالا واحدا ” هل الخبر صحيح ” !؟ . لا حول ولا قوة إلا بالله !!! . السؤال كان هل توفي صديق الجميع وصاحب القلب الكبير نجيب الزامل !؟ . كنت على عجل في البحث عمن يفيدني ومتمنيا ألا يكون الخبر صحيحا . خلال دقائق تأكد لي خبر هذا الإنسان الرقيق الحبيب الوفي الصادق الصدوق ، ملهم الشباب وصاحب مدرسة التفاؤل والعطاء ، وقائد العمل التطوعي ، وقدوة الصغار والكبار .
قبل أربعين سنة كنا معا في جامعة الملك سعود مع مجموعة كان يطلق عليها ” عيال الشرقية ” . فمجموعتنا كانت تضم طلابا من الدمام والخبر والقطيف والجبيل والأحساء . وبعد تخرجنا أفنرقنا فكل ذهب إلى حال سبيله . لكن علاقتي بهذا الإنسان لم تنقطع يوما من الأيام . إنسان يجعلك تشعر بأنك لست صديقا له ، بل واحدا من أسرته . ربما زاد العمل الصحفي علاقتنا قوة ومتانة . كتبنا معا في جريدة اليوم لسنوات طويلة . كتاباتي كانت لاذعة ومزعجة للبعض ، بينما كتاباته تركزت على الجوانب الإنسانية وتجاربه في الحياة وتفاؤله الذي لا يغيب عنه رغم الكثير من المعاناة التي كان يمر بها أحيانا . وبالرغم من أننا لا نلتقي كثيرا بحكم ظروف الحياة ، إلا أن تلك العلاقة الجميلة كانت تتجدد مع كل لقاء أخوي وفي أي مناسبة إعلامية . كنا ” الأثنين ” عضوين في لجنة حقوق المرضى في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام ، وفي كل اجتماع يدخل علينا بإبتسامته العريضة وبتعليقاته المرحة التي تجعل الجميع في سعادة وسرور .
يصعب على أي إنسان تربطه علاقة به أن يدعي أنه صديقه الوحيد ، أو رفيق دربه دون غيره ، أو محب له ولأعماله أكثر من بقية الأصدقاء . فهو صديق لكل من يعرفه ، وقريب جدا مع كل من أرتبط به . يتعامل مع من يعرفه قبل يوم كتعامله مع آخر يعرفه من عشرات السنين .
الراحل ” النجيب ” كما كنت أسميه ، ترك برحيله فراغا كبيرا ومؤثرا ، فهو لم يكن إعلاميا فقط بقدر ما كان إنسانا رقيق القلب مثقفا حنونا صادقا ورائدا من رواد العمل التطوعي . لن تفقده أسرته فحسب ، ولا الدمام التي كا ن يعشقها ، ولا المنطقة الشرقية التي تشرفت به ، بل أن الوطن كله بإعلامه وجمعياته الخيرية والتطوعية ومبدعيه ، قد فقدوه إلى الأبد ..
رحم الله الحبيب والصديق ورفيق الدرب ” النجيب نجيب الزامل ” رحمة واسعة وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تاأخر . والعزاء لأسرته الكريمة ولأحبابة وللأسرة الإعلامية والثقافية . والحمد لله رب العالمين . ولكم تحياتي