الرأي , سواليف
الرعاية المديدة والقرار ” المستحيل “
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
عندما قرأت الخبر لأول مرة في الأسبوع الماضي ، توقعته مزحة ثقيلة . ولكن مع متابعتي له ، تأكدت من أنه قرار جدي لا مزاح فيه . فالتجمع الصحي بالشرقية ، وعلى لسان الرئيس التنفيذي للشئون الحكومية والتواصل المؤسسسي محمد المقيبل ، نفى أن تكون الأخبار المتداولة حول إخراج ذوي الإعاقة من مستشفى الرعاية المديدة بالظهران صحيحة ، وأن الصحيح ” حسب كلامه ” هو أن هناك حالات استكملت العلاج بالكامل وبحاجة إلى رعاية اجتماعية . هذا الكلام بالنسبة لي ينطبق عليه المثل الشهير ” صبه حقنه كله لبن ” . يعني كمن فسر الماء بعد الجهد بالماء ، فالنتيجة واحدة في كلا الحالتين . فأنا لا أفهم كيف يعتبر المريض قد أكمل علاجه وهو مصاب بشلل رباعي !! . هذا وصف غير منطقي إلا إذا كانت هناك معجزة إلهية وهذا ما لم يحدث . مجرد التفكير في مثل هذه القرار يعتبر تعديا على إنسانية المرضى . فهم في وضع مؤلم جدا ، خاصة أولئك الذين قضوا أكثر من ثلاثة عقود لا يتحركون ولا يمكنهم خدمة أنفسهم .
إذا كان التجمع الصحي يرى أن في هذه الخطوة ما يساعد على توفير أماكن لعلاج الحالات الحرجة الجديدة ، فإن نظرتهم تلك ومع تقديري لهم غير صحيحة ولا منطقية . فالحل لتنلبية تلك الإحتياجات يكمن في توسعة هذا المستشفى أو بناء مستشفى حديثا أكثر تطورا ، لا في إخراج مرضاه .
إن تدخل سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف جاء في الوقت المناسب ، وهو أمر أثلج الصدور . فقضية كهذه القضية تمس أناس لا حول لهم ولا قوة ، تحتاج لمن يقدر الحالات الإنسانية ويمنع التجاوز عليها . ثم أن النظام الأساسي للحكم في مادته السابعة والعشرين والتي أشار إليها سموه تشير إلى أن الدولة تكفل حق المواطن وأسرته ، في حالة الطوارىء والعجز والشيخوخة .
القائمون على التجمع الصحي الأول في المنطقة من الشخصيات المشهود لهم بالحس الإجتماعي والإنساني ، ولا أظن بأن تداعيات مثل هذا القرار العائلية والإجتماعية غائبة عنهم . فالمرضى هم بالفعل عاجزون عن خدمة أنفسهم والطلب من عائلاتهم تحمل المسؤولية غير قابل للتطبيق . ولدي قناعة بأن اللجنة التي شكلها سمو أمير المنطقة لدراسة كل حالة على حدة ، ستجد نفسها أمام حالات متشابهة . فجميعها تعاني من نفس الظروف .
يكفي أن هؤلاء المرضى قد فقدوا لذة العيش منذ عشرات السنين . فلا تكونوا أنتم والزمن عليهم . ولكم تحياتي
ارجو ان يتغلب الحس الاجتماعي والنساني علي الامور المالية والبزنس ولا ينسو ان ماانعم الله به عليهم من خير ومال هو من خيرات هذا البلد وهم وجميع المواطنين شركاء في هذا الوطن الله يديم علينا نعمة الامن والامان.