الرأي , سواليف
نحيب ما بعد الحقيقة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لم يكن مستغرباً عودة نفس الأبواق التي شنت حملة إعلامية مركزة ومدفوعة “الأجر” على المملكة بشكل عام وعلى سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – يحفظه الله – بعد جريمة اغتيال الأستاذ جمال خاشقجي – يرحمه الله – لتلعب نفس الأدوار التي رُسمت لها آنذاك . فالصحف والإذاعات والقنوات التلفزيونية وضيوف كل برامجهم ، عادوا لأداء أدوارهم ليقبضوا الجزء الثاني من قيمة شراء ذممهم بعد أن استلموا حقوقهم عن أدائهم للجزء الأول من مسرحيتهم تلك. العلج التركي ، والبقرة الحلوب القطرية ، وخنازير عرب الشمال ، وجرذان الجمعيات التي تدعي رعاية حقوق الإنسان ، وثعالب الإخوان المسلمين ، وبعض الصحف الأمريكية والغربية ، كلها دخلت في نوبة نحيب وقهر بعد أن هزتهم العدالة السعودية ، وأربكتهم نزاهة قضائنا ، وصدمتهم مواقف أسرة خاشقجي .
قناة الخنزيرة التابعة للبقرة الحلوب القطرية ، ومعها كل القنوات التي تأسست بالمال الفاسد القطري ، والقنوات الأوروبية “الناعقة” بالعربية والتي يسيرها ويشرف عليها عرب الدنانير ، لم تهدأ منذ أن قال القضاء السعودي كلمته ، وبعد أن أعلنت النيابة العامة الأحكام التي صدرت بحق مرتكبي الجريمة . فعند هذه القنوات الفاسدة (أخلاقاً وذمةً) ، يكون التركيز على جريمة قال القضاء حكمه فيها ووافق أصحاب الدم على أحكامها ، أهم عندهم من قتل جماعي وتشريد مسنين وأطفال ونساء في أدلب ، ومن عشرات الصحفيين الأتراك الذين تمت تصفيتهم عبر مخابرات كبيرهم الذي علمهم المؤامرات ، والآلاف الذين يقبعون في سجونه ، ومن الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين العراقيين ، ومن أعداد القتلى الذين سقطوا في إيران .. فكل تلك الجرائم التي ذهب ضحيتها آلاف البشر ، لا تشكل أهمية أمام جريمة قتل واحدة أدانتها الحكومة السعودية وكل مواطن فيها .
كنت سأسمي منظمة حقوق الإنسان بمنظمة حقوق الحيوان ، لكنني تداركت الأمر ، فمنظمة حقوق الحيوان أسمى وأرقى من منظمة تتجاهل القتل الجماعي البيّن ، وتنفخ في كل قضية لها علاقة بالمملكة مهما صغرت دون غيرها .
مشكلة تلك الأبواق أنها لم تدرك بعد ، أن المملكة لا تخضع للابتزاز ، ولن تدفع هللة واحدة لهم حتى لو استمر نعيقهم عشرات السنين . والأمر ذاته مع تلك الدول التي تدعي العدالة وهي في الحقيقة تمارس أبشع أنواع الإبتزاز . المملكة اليوم تعتمد في قوتها – بعد الله – على اللحمة الوطنية ، وتستمد تلك القوة من المجتمع السعودي الذي بات في الصف الأمامي للدفاع عن وطنه وقيادته الحكيمة . ولكم تحياتي.