الرأي , سواليف
كوابيس الامتحانات
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الامتحانات هي الامتحانات .. تتغير طرقها وتخضع للتطوير والمتابعة ، لكنها تبقى كابوسا يهيمن على أمزجة الطلاب وذويهم . صحيح أن الامتحانات في الماضي لها “رنة وحنة” كما يقال ، وأنها الآن نصفية أو لنقل مقسمة إلى فصلين ، إلا أن المناهج في السنوات الأخيرة سواء في المرحلة الإبتدائية أو ما بعدها ، أصبحت صعبة جدا ومرهقة ليس للطلاب والطالبات فقط ، بل حتى لأولياء الأمور ، فمعاييرها أصعب من المعايير القديمة بكثير . وقد واجهت صعوبة بالغة عندما حاولت البحث عن حل لمسألة رياضيات لبنتي التي تدرس في الثاني إعدادي فلم أتمكن ، كما لم أجد من يشرح لنا الحل رغم أنني عرضت السؤال على العديد من الأصدقاء المتخرجين من جامعة البترول وغيرها ومن بينهم من تخرج مع مرتبة الشرف . ولهذا فلا غرابة إن أعلنت الأسر حالة الطوارىء فترة الاختبارات ، أو زاد توتر الطلاب والطالبات في هذه الفترة الحرجة .
لا أحد يلوم الوزارة إن هي غيرت بوصلة التعليم وعدلت في المناهج ، فما كان عليه التعليم في العقود الماضية ، جعلنا نقبع في مراتب متأخرة في سلم الدول من حيث جودة التعليم . ولكنني تمنيت أن يواكب هذا التطوير للمناهج وأسلوب التعليم ، تطويرا في البنية التحتية والبيئة المدرسية . إذ لا يمكن تطبيق هذه السياسة التعليمية الصعبة في فصول تعج بالطلاب ومبان لا تساعد المدرسين على أداء رسالتهم ، كما لا تساعد الطلاب على استيعاب ما يشرحه معلمهم . كلنا يعلم أن الفصل الواحد يتزاحم فيه ما يقارب 35 طالب ، وفي مدارس أخرى 40 طالب ، فكيف إذن يمكن للمدرس أن يشرح بالشكل المطلوب وللطالب أن يستوعب ذلك الشرح !! .
عندما يكون لديك دراجة وتكون إحدى العجلتين معطلة فكيف يمكن أن تدخل فيها السباق وتمني نفسك بالفوز . وهذا هو حال وزارة التربية والتعليم ، إذ لا يمكن تطوير المناهج وترك البيئة المدرسية والبنية التحتية دون تطوير . هذه قضية وطنية خالصة . تحتاج لخطة متكاملة ولو امتدت لعشر سنين ، ويشارك فيها خبراء التربية والتعليم والعلوم الإجتماعية والوزارات ذات العلاقة بتطوير تلك البنية وتحسين البيئة التعليمية للطلاب كما للمدرسين .
لا يمكن للتعليم أن يقفز أو يتحسن إلا وفق تلك الخطة الوطنية . ولكم تحياتي.