الرأي , سواليف
يا سيد القارة وزعيمها
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في كل مرة يكتب أحد الزملاء كلاماً جميلاً عن الهلال ، حتى لو لم يكن هلالياً ، يتعرض لتنمر غريب ، واتهام بالمجاملة ، أو بالبحث عن الشهرة ، وكأن المطلوب ألا تقال كلمة واحدة تعطي هذا الفريق حقه من التقدير عطفاً على ما يحققه في أرض الملعب . فذاكرة أولئك الذين يتنمرون ، لا تذكر إلا ما قاله هذا الكاتب في مدح الهلال وقت ما يستحق المديح ، بينما تنسى أو تتجاهل أي نقد سبق وأن قاله ضد الهلال عندما يكون النقد مطلوباً .
بعد تحقيق الهلال لبطولة كأس آسيا الأخيرة ، اندفع رواد وسائل التواصل الإجتماعي وخاصة في موقع “تويتر” نحو جبهتين متناقضتين . إحداهما تناصر الهلال وتمجّده وتراه بطل العالم ، والثانية تشكك في تحقيقه للقب الآسيوي وتبحث عما يقلل من أهمية بطولته القارية ، وإذا كانت تلك المشاغبات قد تخللتها بعض النكات وطرائف المواقف ، إلا أن هناك بعض التجاوزات التي تحتاج لمن يوقف مرتكبيها ويحيلهم إلى الجهات المعنية باعتبارها فوضى وتجاوزاً على الغير .
تلك الردود كانت متوقعة . فالحملة الكبيرة والخطيرة التي شنها بعض الكتاب والمشاركين في البرامج الرياضية على الهلال قبل بدء مباراة الذهاب ، كانت كافية لتحريض الجماهير ، وهي السبب الرئيس خلف ردة الفعل التي لاحظناها بما فيها من تجاوزات من الجانب الآخر . فلكل فعل ردة فعل . ومن لم يتوقع مثل تلك الردود ، حتما لا يجيد قراءة الأحداث .
المطلوب من كل الأندية التي تريد تحقيق البطولات ، أن تسلك مسلك نادي الهلال . بدءاً من مسلك أعضاء الشرف ، ومروراً بدور كل رئيس ، وانتهاءً بالعلاقة التي تربط هذا الكيان بلاعبيه السعوديين أو الأجانب ، والعلاقة بين رجاله وجمهوره الغفير . باختصار فإن الهلال يسير وفق عمل مؤسسي ، لا يخضع للاجتهادات ، ولا للأنانية وحب الذات ، ولا للاختلافات مهما كانت عميقة وكبيرة . فمنذ أن قام مؤسسه الراحل الكبير الوالد عبدالرخمن بن سعيد – يرحمه الله – بالإعلان عن تأسيسه ، والهلال يسير على نفس النهج . رئيس يأتي ويحقق إنجازاته ثم يرحل ، ويأتي رئيس آخر ليفعل كسابقه ، وهكذا يكون التنافس بين الرؤساء في عدد البطولات التي يحققها كل رئيس .
الهلال مدرسة في الإدارة ، وكلية في الوفاء والإخلاص ، وجامعة في المثالية التي يتمسك بها كل من ينتمي لهذا النادي . وإذا أراد أي نادٍ آخر منافسته فليس أمامه إلا اتباع نفس المسلك الذي أشرت إليه ، وهو العمل المؤسسي بكل حذافيره .
اليوم تعيش الرياض واحدة من أجمل لياليها ، من خلال حفل كبير وعد معالي المستشار تركي آل الشيخ أن يكون أكبر حفل في الشرق الأوسط . فالعرس غير عادي ، والمهر كأس قاري ، والعرسان – أو لنقل الفرسان – أبطال أعادوا هيبة الكرة السعودية التي كانت وبإذن الله ستبقى سيدة آسيا . فالحفل اليوم وإن كان بصبغته الزرقاء ، إلا أن الفرح أخضر يمثل كل سعودي في هذا الوطن . ولكم تحياتي.