الرأي
الهلال وكأس آسيا 2019.. هوس إعلامي وتعصب أعمى!!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
ستقام -بمشيئة الله تعالى- في مساء الغد (24 نوفمبر 2019م) المباراة النهائية لكأس آسيا بين فريقين لهما باع طويل في مجال رياضة “كرة القدم” المحلية والاقليمية، هما: الهلال السعودي، واوراوا الياباني-الأول يحتل اليوم الصدارة التي اعتاد عليها محليًا في الدوري السعودي منذ سنوات. والثاني حظه هذا العام لم يكن متوقعا فهو ليس في أحسن حالاته.
والهلال السعودي -كما فهمت- هي المرة السابعة التي يصل فيها إلى النهائي الاسيوي. لذلك لقبه مشجعوه بالزعيم لتسيده الواضح في عدد البطولات مقارنة بالأندية الاسيوية الأخرى.
والفريقان يتمتعان بسمعة طيبة إقليميا ولهما عدد لا بأس به من المشجعين، لكنني لاحظت هذه المرة في وسائل الاعلامي المحلية أمرين لفتا انتباه الجميع:
الأول: الدعم الحكومي غير المسبوق في تاريخ الرياضة لا أقول العربية، بل العالمية فيما عدا الدول الشيوعية التي أفل وقتها والتي تعتبر الفعاليات الرياضة ذات بعد وطني.
واستطيع القول بعد أن ناهزت (٦٠) عاما أني لم أشهد طوال حياتي مثل هذا الموقف الحكومي الداعم -بغير وجه حق- لفريق سعودي يخوض مباراة في كرة الفرق (وهذا الفريق، دون شك رائد من رواد رياضة البلد).
فقد تناقل الجميع عبر وسائل الاعلام إلغاء الحصة السادسة في عدد من المدارس الحكومية وقيام جامعة من أرقى (كما يقولون) الجامعات السعودية تخصيص قاعات معينة خصوصا في ممرات الكليات لنقل هذه المباراة التي قد يتبادر إلى ذهن البعض أننا سنحقق في حال فوزنا مكاسب كبيرة وعظيمة منها:
-انخفاض مستوى البطالة إلى اقل من 10٪.
-امتلاك نسبة 50٪ من المواطنين السعوديين لمنازل خاصة بهم.
-تغيير نظام الجامعات ومخارجها لتكون بخططها ومناهجها عونا لدولة في تحقيق رؤيتها.
-افتتاح سكة حديد تربط تبوك شمالا بنجران جنوبا.
-إنشاء مستشفيات حقيقية لأبناء الشمال تكفيهم عناء السفر إلى الأردن للعلاج.
و
و
و…..إلى آخره.
وهذا الموقف لبعض الجهات الحكومية المتمثل في منح الإجازات وتحويل أماكن الدوام إلى مشاهدة مباراة تجمع ناد لا يحظى الا بنسبة “40٪” من سكان الرياض والقصيم أمر غريب ومستغرب.
فإذا عرفنا أن مشجعي الهلال في المنطقة الجنوبية عل سبيل المثال- لا تزيد نسبتهم عن “15٪” فلماذا يعفون من الحصة السادسة وغالبتهم لا يشجع هذا النادي.
وفي ظني أن هذه الدعوات التي تداولها الناس في الواتسب وفي وسائل الاعلام، من إلغاء بعض المدارس الحصة السادسة، أو نقلها مباشر كما فعلت بعض الإدارات الحكومية ومنها الجامعات ليست إلا دعوة غير مباشرة إلا غياب الطلاب، وماذا عن طلاب المناطق الذين دفعوا دفعا إلى الغياب؟
أما الثاني: فهو الهوس الإعلامي عند جريدتين محليتين إضافة إلى صحفتين إلكترونيتين في جعلهما هذه المباراة مباراة مصيرية وطنية.
والحقيقة التي يعرفها كل فطن أن دافعهما ذلك الحكومي أو الاعلامي ليس كما يحاولان إيهام الجميع: “الوطنية”، بل دون شك- هو التعصب لناديهم ولفريقهم المفضل.
فالوطنية ومعيارها ليست تشجيعك للهلال، ولا يمكن لعاقل أن يستهجن أو يلوم أي مشجع هلالي تمنيه أ و تشجيعه بالأسلوب الذي يراه ويعتقد أنه يحقق له رغبته وامنيته في الانتصار، لكن أن يقوم المشجع الهلالي المسئول في وزارة أو منطقة أو الإعلامي في جريدة بتهييج الناس وحصر الوطنية في هذا المفهوم الضيق، فهذا أمر غريب وعجيب ويدل عل أن هؤلاء لا يستحقون المكانة التي تقلدوها أو وهبها لهم ربي.
والمعلوم أن الهلال -بهؤلاء أو بدونهم- سيظل الفريق الزعيم، له مكانته التي استحق عليها الزعامة، فالمفترض أن يعامل مثل بقية الأندية التي لا تحظى بمثل هذا التعصب والتشنج الغريب- إعلاميا وحكوميا.
وقد خرج علينا هؤلاء بتبرير أقل ما يقال عنه أن وقح فاعتبروا تعصبهم وتشنجهم هو من باب الوطنية، وذاك الذي لا يشجع الهلال في هذا اللقاء فيشك في وطنيته.
وهؤلاء في تعصبهم وطيشهم، بل ووقاحتهم مثل الذي ينزع من ذلك الذي لم يكتتب في أرامكو الشركة العملاقة والأكبر عالميا التي يفتخر بها وبإنجازاتها كل عربي حر، وطنيته.
وتوزيع الإعلامي الهلالي للوطنية عل مزاجه يعكس بيئة سيئة خارجة عن المألوف، فهي توزع المجتمع بطريقة تسبب شرخا كبيرا فيه. والوطنية عندي هي عدم خيانته بالغش والفساد، بل بالعمل الجاد والمخلص.
فإن فاز الهلال وهو المتوقع- نظرا لقوته ولضعف خصمه سنقول أنت الأحسن فهنيئا لك اللحاق بركب العالمية التي سبقك بها من سنوات خصمك العنيد المحارب من إعلام مدينة الرياض “النصر” فأهلا بك في نادي العالمييين وإن جاءت متأخرة، أما إن انهزم وهو مستبعد- فخيرها في غيرها والعالمية صعبة قوية.
وفي تصوري أن قرارات الجهات الحكومية وزارة التعليم والجامعات وإمارات المناطق …. وغيرها في تهييج المجتمع والتفريق بين وشائجه لم تكن موفقة.
حظا طيبا للفريقين..