الرأي , سواليف
لماذا يكرهون المدرسة؟!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
قبل أن نجلد أنفسنا ونكيل لأبنائنا التهم بالغباء والكسل والبلادة بسبب كرههم للمدرسة ، يجب علينا أن نفهم أن كره الطلاب للمدارس يكاد يكون ظاهرة في معظم دول العالم ، وليس في الوطن العربي دون غيره ، ومن يبحث أو يحاول البحث في هذا الموضوع ، سيدرك أن الأمر لا يختلف إلا في طرق التعبير ، ولا يستثنى من ذلك إلا الدول التي تتبع وسائل تعليمية غير تقليدية .
ولعل العالم الإدراكي الأمريكي “دانييل ت. ويلينغهام ” وهو عالم نفسي في جامعة فرجينيا ، سبق وأن أثار ضجة بعد تأليفه لكتاب أطلق عليه عنوانا هو ” لماذا لا يحب الطلاب المدرسة ؟ ” قد أكد ذلك حيث جاء في بعض ما كتبه ، أن الطلاب لا يحبون المدرسة لأن مدرسيهم ليس لديهم فهما كاملا لبعض المبادىء المعرفية وبالتالي لا يعلمون جيدا كيف يقدمون المواد الدراسية بطريقة تجذب عقول الطلاب بشكل أفضل من المفترض .
ويقول إنه لا فرق بين المدرسة والسجن ، إلا من حيث سبب الذهاب إلى أحدهما . فأنت تذهب للسجن بعد أن ترتكب جريمة ، بينما هم يضعونك في المدرسة فقط بسبب عمرك . أما وجه الشبه بينهما كما يقول ، فهو أن كلاهما يجردك من حريتك وكرامتك ، ويتم إخبارك بما يجب عليك فعله بالضبط ، وتتم معاقبتك لعدم امتثالك . وقد رد البعض عليه بأنه حتى لو سلموا بهذه النظرية ، فإن الطلاب يحتاجون إلى هذا النوع من السجن ، وأن المشكلة ليست في السجن بذاته ، بل ربما لأن الحراس ليسوا لطيفين أو مسلحين بالمعرفة بما فيه الكفاية .
كتبت هذا المقال بعد جدال مع صديق حول مقطع ظهر فيه طلاب إحدى المدارس وهم يصفقون بعد سماعهم لكلام مدير المدرسة حول إلغاء الحصة الأخيرة لهذا اليوم الأحد ، بسبب نقل مباشر لمباراة الهلال في نهائي الكأس الآسيوية . فصديقي يقول إن التعليم أصبح فوضى وتصرف المدير غير مقبول ، بينما قلت له إنه أعطى الأمر أكثر مما يستحق ، لأن تصفيق الطلاب جاء تعبيرا عن فرحتهم بالخروج مبكرا وتأكيدا على كرههم للمدرسة ، وليس “فقط” بسبب المباراة ذاتها , وقد أثبت له من خلال بعض المواضيع ، بأن كره الطلاب للمدرسة لا يقتصر على طلابنا .
أتمنى الفوز الهلالي ، لأنني أولا أعتبره فوزا للرياضة السعودية ، وثانيا لأنني عاشق لهذا الموج الأزرق ، الذي لا يؤثر على احترامي وتقديري لجميع الأندية السعودية وجماهيرها . ولكم تحياتي.