الرأي , سواليف
نجيل صناعي .. معقول يا جماعة؟!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في الوقت الذي تتسابق فيه المدن عبر أماناتها وجمعياتها التطوعية لزراعة أكبر عدد من الأشجار في شوارع المدن ، في سبيل زيادة الرقعة الزراعية ، وتحسين الأجواء والمساهمة في دعم جودة الحياة وفق رؤية المملكة ، هالني مقطع مصور للزميل فيصل القحطاني ، يظهر فيه عمالة تقوم بمد الفرش الاصطناعي الأخضر على منحدرات الكباري . تلك العمالة – وحسب كلام الزميل فيصل في المقطع – تقوم بالفرش بطلب من أمانة المنطقة الشرقية ، وبالرغم من محاولتي معرفة إن كان الموقع يتبع الأمانة أو “النقل”، إلا أنني رأيت أن الأمر سيان . فالقضية هي تصرف غير حكيم ولا مقبول من أي جهة قامت به . ويبدو أن تلك الجهة بالفعل لا تدرك أن هذا الأمر يعتبر هدرا للمال العام ؛ لأن هذا الفرش سيتغير لونه خلال عام ، وسيكون مصدرا من مصادر التلوث ، حيث أنه بيئة خصبة لتجمع الغبار والعوالق ، وحينها سيضطرون لإزالته باعتباره تلوثا بصريا وبيئيا .
العشب الطبيعي يحتاج إلى صيانة وعناية وتسميد ومواد كيميائية للحفاظ على نضارته ، ناهيك عن كمية المياة التي يتم استهلاكها للسقاية ، وهذه كلها بحاجة إلى ميزانيات وإشراف ومتابعة . بينما العشب الصناعي سيحل المشكلة لسنة على الأكثر ، وبعدها ربما يكون المسؤول عن هذا القرار العجيب قد غادر كرسيه إلى غير رجعه ، وإذا كان العشب الطبيعي – وكما قلت – يحتاج للسقاية والعناية والكثير من المواد المساعدة ، فإن هناك شجيرات تتمدد بسهولة لتغطي المساحات المكشوفة دون الحاجة للعناية المستمرة ، وأجزم بأن مهندسي الزراعة يملكون بدائل كثيرة يمكن زراعتها دون تكليف الجهة المشرفة أعباء كبيرة .
الذي يعرفه القاصي قبل الداني هو أن القرارات المؤقتة مضيعة للمال والجهد والوقت ، وأنها لا تتناسب أبدا مع أبسط المبادىء المتعلقة بالبنى التحتية للمدن . فكيف إذن يمكن تفسير مثل هذا القرار الذي يسيء لمدننا ؟! .
عندما نتحدث عن التشجير ، وما كانت عليه شوارعنا ومدننا بشهادة الصور القديمة ، ونقارنها بصور لنفس الشوارع في هذه الأيام ، وقد أصبحت بلا تشجير ، يغضب بعض المسؤولين ويدخلوننا بإحصاءات وتعديد للمسطحات الخضراء الحديثة . مع أننا لم ننكر عليهم ذلك بقدر ما نقول لهم إن شوارعنا بحاجة إلى إعادة الحياة إليها عبر التشجير سواء عن طريق البلديات أو عن طريق تشجيع الناس على الزراعة أمام منازلهم .
قرار الفرش الصناعي ، قرار عجيب يجب التوقف عن مواصلة استخدامه ، والاستعاضة عنه بأي نوع آخر من الشجيرات الطبيعية ، فحرارة الطقس لدينا والرطوبة المصاحبة لها في أشهر الصيف ستحوله إلى قطعة من البلاستيك الضار والخطير . ولكم تحياتي.