التافه لن يحرك فينا شعرة

أتفهم جداً المشاعر الغاضبة التي أبداها الكثير من أهل المنطقة الشرقية بعد المقطع الذي نشره أحد التافهين وتهجم فيه صراحة على أهلها وعلى أشكالهم وملابسهم ، بل وعايرهم بما هو ليس كفوءاً أن يكون جزءاً مما تشهده الرياض عاصمتنا التي نفتخر ونعتز بها من فعاليات واحتفالات وترفيه .

وقد صادف أن كنت في مكان جمع بعض الرجال الكرام الذين أثارهم هذا المقطع ، فأدليت بدلوي وقلت لهم: “ربما يكون هذا التافه ممن يريد ببلادنا شراً من خلال محاولة خلق الفتنة بين المواطنين في مختلف المناطق ، فلماذا تمنحوه شرف الانتصار وتحقيق ما يصبوا إليه !!” . وقد وجد كلامي هذا تفهماً كبيراً بينهم وقرروا عدم الرد عليه؛ آملين في أن الجهات ذات العلاقة ستتدخل من باب محاربة بث الفتنة والتفرقة بين المواطنين والعنصرية والإساءة لمنطقة بعينها تمثل شريحة من شرائح المجتمع السعودي الكبير .

كان يمكن لصاحب المقطع أن يعبّر عن ضيقه من الازدحام بطريقة لائقة ، وأن يتذمر من توافد المواطنين من مختلف المناطق على الرياض ، بدلاً من تحديد الشرقية دون غيرها ، فمنطقة القصيم – كما نعلم – قريبة جداً من الرياض ، بل هي أقرب لها من الظهران ، وكذلك الحال مع المحافظات الكثيرة التابعة لمنطقة الرياض والتي بها كثافة سكانية كبيرة ولا تبعد عن مواقع الفعاليات سوى ساعة أو ساعتين ، والسؤال: لماذا تجاهل كل ذلك واستهدف أهل الشرقية !؟ في اعتقادي أنه تعمد ذلك لاستفزاز أهل الشرقية لغرض في نفس يعقوب ، ولابد للجهات المعنية من الوصول إليه ومعرفة ذلك الغرض . فكلامه وتعمده لا يمكن أن يأتي من فراغ ، فما جاء في المقطع أكبر بكثير من أن يكون مجرد تعبير عن حالة الازدحام التي تحدث عنها .

بقي شيء مهم وهو أن الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها ، وما بين هذا وذاك ، يتشرف كل مواطن أن تعيش عاصمة بلادة أجواء الفرح والسرور ، فإن كانت لديه الفرصة للمشاركة في تلك الفعاليات والأفراح فلن ينتظر موافقة هذا المعتوه ، وإن لم يجد الفرصة فموعده مع الفعاليات التي ستشهدها منطقته مع التذكير بأن الشرقية شهدت أجمل الاحتفالات والفعاليات في أول المواسم السعودية .

لم أكن أرغب في تسليط الضوء على ذلك المقطع وعلى صاحبه ، لكنني خشيت أن يكرر تافه آخر مثل هذا الكلام إن لم تتم ملاحقته ومعاقبته ، كما خشيت من دخول آخرين من أمثاله للنفخ في نار يتمنون إشعالها ، حفظ الله وطننا تحت راية آل سعود الكرام ، أدامهم الله تيجاناً على رؤوسنا ، ولكم تحياتي.