الرأي , هواجيس
منشار ومطرقة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
عندما دخلت السنة التحضيرية في جامعة البترول والمعادن.. كانت هناك مادة الورشة ومادة الرسم الهندسي. تعلمت أبجديات الرسم الهندسي الاساسية وعرفت وقتها كيف أرسم فكرة في رأسي.. وكانت ممتعة.. والمادة الثانية تعلمنا كيف نذوب البلاستيك ونصنع منتجات عبر أنواع المكائن الموجودة.. بإختصار عرفت كيف يمكن الإستفادة من البلاستيك.. وبعدها تعلمنا التعامل مع الحديد من تطعيج أو خراطة أو لحام بأنواعه.. إلى أن صنعنا صندوق للعدة.. وقتها شعرت بإنجاز كبير. أنتهت القصة
تذكرت مناهجنا الدراسية في المتوسطة والثانوية وكيف كانت في معظمها حشوًا لم نستفد منه.. حفظنا تفاصيل الزكاة بكل مفاصلها .. بنت لبون وغيرها.. ولم نستخدمها في حياتنا.. حصتين للرسم وكانت مساحة زمن مملة.. حصة العلوم في المختبر كانت جميلة عرفنا نفرق الاكسجين عن الهيدروجين في الماء وهي الإضاءة الوحيدة. درسنا عمق اللغة العربية وتفاصيل كثيرة في أمور دينية..
كم تمنيت أن تكون مدرستنا ورشة للاعمال الخشبية نتعلم فيها أنواع الخشب وكيف نقص الخشب بالمنشار وكيف ندق المسمار بالمطرقة . بإختصار كيف نصنع قطعة خشبية فنية .. ربما نحبها وتصنع في داخلنا شغف لإكمال حياتنا في الأعمال الخشبية .. وورشة للأعمال المعدنية وفيها كيف نتعامل مع الالمنيوم والحديد والنحاس قص وتشكيل ولحام وصناعة.. ربما تفتح في عقولنا مواهب نستطيع إكمالها لاحقاً . وورشة للأعمال الكهربائية.. نتعلم فيها اساسيات الكهرباء وكيفية عمل التوصيلات وصيانة الأجهزة وتكون مواد لها درجات وتعليم..
وتكون لها في الثانوية ورشاً أكثر تخصصاً وأكثر ربما ورش للأعمال الالكترونية كمبيوترات وأجهزة إتصالات.. وربما تكون هناك افكار لورش فلكية ورصد السماء .. وربما تكون ورش للبناء ومعرفة سر الإسمنت والإنشاء.. ربما تلك الورش تفجر طاقات الإبداع.. وقتها قد يكمل الإنسان حياته في الجامعة أو يكملها في دراسة جامعية مهنية.. او يفتتح مشروعه الأول .. الهدف اننا ساعدنا الطالب على إكتشاف مواهبه وتحديد مسار حياته.. المجتمع يحتاج لتوزان بين المدير والمهندس والموظف ورجل الأمن والحرفي والفنان.. ما ينفع نصير كلنا مدراء أو كلنا موظفين..
ختاماً .. نحتاج لمنشار ومطرقة مع الدفتر والقلم .. والله المستعان.