الرأي , هواجيس
أنشرها تؤجر.. وفن التأليب
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
عندما كنت في يوم من الأيام ناشطاً في برنامج البال توك.. وكانت هناك قضايا كبيرة تناقش.. كنت أشعر وقتها أن الدنيا مقلوبة فوق تحت.. وأن النهايات الفظيعة قد بدأت.. وأن الدنيا أصبحت منتهية لامحالة .. ولكنني اكتشفت عندما أخرج من البال توك.. أن الدنيا معتدلة تماماً.. وكأنني كنت في مسرح للواقع الإفتراضي..
وتتكرر القصة في شبكات التواصل الإجتماعي .. تنتشر في برنامج الواتس آب قصص وتحليلات سياسية وإجتماعية تجعلك تنظر للدنيا بنظرة سوداوية وأننا في الرمق الأخير منها وأن الفوضى قادمة.. وأن الحياة قد أصبحت صعبة. وأن فلان خائن وفلان مظلوم.. وتظهر مقاطع فيديو مدبلجة أو محرفة أو مزورة ويتم إسقاطها على واقعنا إمعاناً في زيادة تلك النظرة السوداوية ..
هل سألت نفسك ذلك السؤال الذي يجهله الجميع … من هو الكاتب؟ سوف تستغرب أنه لايوجد كاتب .. ولكن في نهاية النص تجد جملة مكتوب فيها ( مررها لغيرك.. أنشرها .. أبلغ الجميع فيها) من هذا الشخص الذي يأمرك وتطيعه؟ .. هل فكرت في هذا ؟. البعض يبدأ بالتحدث عن تلك المعلومات في مجلس ما أو بين اصدقائه وكأنه واصل ويعرف الأمور.. من باب الإعتداد بالنفس بأنه يعلم كل شيء ويبخص بالأمور..
لو كانت تلك المقالات والتحليلات صحيحة وصادقة لوجدت العشرات يتصارعون لوضع اسمائهم عليها.. من باب الفخر بأنهم جهابذة.. تجدهم يضعون لك تقارير مالية عن الدولة وكأننا سوف نفلس ونصبح دولة فقيرة وينعدم المال والرزق والأكل والشرب.. أو يرسلون لك تقارير سياسية عسكرية ويجعلونك منهزماً في داخلك خائفاً من واقعك .. يصنعون في ذاتك سلبية من الصعب زوالها بسرعة..
صناعة الروح المعنوية في المجتمع مهمة.. وهي لاتحتاج لخطابات رنانة أو خطب طويلة.. لدينا إنجازات كل يوم تنشر في المواقع الرسمية والصحف السعودية.. ولا زالت الدولة تعمل على إنجازات سوف يعلن عنها حال إنتهائها.. ليست من مسؤوليتك أن تقلق على حال اسعار النفط أو كيفية بيعه.. فراتبك يأتي في موعده في حسابك.. ولا يحتاج أن تقلق على مستقبل الغذاء في البلد فهناك مسؤولين عنه.. وكل مخبز لايزال يخبز ويبيع الخبز .. الغذاء متوافر بجميع أنواعه ولله الحمد والمنة.. لايحتاج أن تقلق على الأمور الأمنية.. فلدينا أجهزة أمنية موكلة بحفظ الأمن وإستتبابه في المملكة.. فكر فيها … لعقود طويلة تنام وأنت مرتاح البال.. فلم تشغل نفسك بما ليس هو من شأنك..
تذكر الجريمة بكافة أنواعها موجودة على الأرض منذ بدء الخليقة.. وهناك أمور لم يكن يعلم عنها الناس لعدم توافر وسائل الإعلام وقتها.. الآن أصبحت شبكات التواصل الإجتماعي بمثابة وسائل إعلام يقودها مجهولين يبثون في النفس كل ماهو سيء تجاه الوطن فهم يريدون كسر أنفسكم والعبث في معنوياتكم..
في الختام أولئك فئة تحاول صناعة التأليب والتأجيج وترسيخ صورة سلبية في النفوس وتلك من الحروب المعنوية.. فالتصدي لهم أمر مهم.. تجاهل ما يصلك وحذر المرسل مما يُرسل.. والله خير الحافظين.