الرأي , هواجيس
أم البنات .. بنت
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
دائماً ما تدور الحكايا أن أم الأولاد تشيخ أسرع من أم البنات.. وتدور الأحاديث والأمثلة على ذلك.. فما هو السر لتلك المقولات.. وهنا لسنا بصدد التعميم.. فالاختلاف سمة في البشر ..
طبيعة الأولاد في تجانسهم كمجموعة له تعقيد خاص .. فمن كان في منتصف العشرينيات عادةً لايصادق أخاه ذا الثمانية عشر عاماً أو حولها.. وهذا راجع لاختلاف الفكر والسواليف والنضج فتلك مسببات لها دور.. وتلك تعتبر من أسرار الرجال.. على النقيض لدى البنات ممكن أن يكنّ صديقات وأعمارهن تتراوح مابين السابعة عشرة إلى الثلاثين.. وذلك راجع لتشابه الأطباع والأفكار والاهتمامات وتلك من أسرار البنات.
فالأم حينما تكبر بين بناتها فهي تعيش معهن حياتهن يوماً بيوم وتندمج لا إراديا بدخولها في فضاء الأخوية أكثر من كوكب الأمومة .. تتابع معهن كل ما تحتاجه المرأة من متابعة الموضة والاكسسوارات وأحداث الحياة العامة وسواليف المناسبات والزواجات وقصص تخص الناس فقط .. وتجد فيهن صديقات تتبادل معهن الأحاديث والأسرار .. وتكون لهن بمثابة الأخت الكبيرة.. فتجد نفسها مشاركةً لهن في ملبسهن وعطورهن وشنطهن وأحذيتهن.. باختصار تندمج دون إرادة مع بناتها وتصبح مثلهن بشكل فطري تلقائي.. لذا فهي تبدو دائماً وكأنها فتاة تعيش مع فتيات بذات الروح والحيوية والشقاوة والفهاوة..
على النقيض قد نجد أم الأولاد منزوية لوحدها فيما يخص الجانب الأنثوي لها. فهي لاتستطيع مشاركتهم أسرار المرأة ولا تفاصيلها.. تنتظر تلك الاجتماعات العائلية التي يكون فيها بنات وتندمج بشغف الأنثى الجميل معهن تشاغبهن و تمازحهن .. وتلك فطرتها فهي لاتزال بنت.. ولكن الزمن أخذ منها إشراقتها وحيويتها وترك لها روحها الفتية.
فالأم في نهاية المطاف أنثى جميلة.. سيدة رائعة .. روح تبعث الفرح في محيطها.. مشاعر تبعثها لمن حولها ليأنسوا بها.. ولكنها في النهاية تحتاج صديقات.. فلديها الكثير مما تريد الحكي به والتصريح له.. ولكنها لا تستطيع ذلك إلا مع بناتها .. والبنات يصنعن من حولها بستان دلع .. ونهر فرح ..ومرجا مليئاً بالزهر .. فيحرصن على أناقتها وبسمتها ودلعها وبهائها..
الأولاد يوقرون ويحبون ويبرّون ويحسنون لها .. وتلك فطرتهم الطبيعية ولكنهم لايستطيعون أن يصنعوا الفرق الذي تصنعه البنات من حولها .. ما أجمل الأم وما أجمل روحها تظل شابة جميلة عذبة.. لها طعم الحياة ودفء المكان وسعادة الزمان .. باختصار هي كوكب السعادة..
ا يمكن تعميم ذلك ، حالياً البنات يجعلن من امهاتهن كبيرات ويتدخلن في تفاصيلهن ، أصبحت ام البنات كبيرة فبنتها تقول البسي هذا لا تلبسي ذاك لايناسب عمرك ، حتى في نقاشها تشعر بشيء من الوقاحة ، وكأن الت امامها طفلة وليست اماً تستحق الكثير من الخضوع والاحترام . مقالك ربما عن جيل مضى، ام الأولاد كما اراها في مجتمعي شابةً واثقة واولادها يحترمونها ويشاركونها الرأي والمشورة والإطراء والمديح ورفضهم ان تستخدم الام كلمة كبرت يقولون لها لازلتِ شابة . هذا مجرد رأي واعتقد البئة والتربية والثقافة تلعب دوراً كبيرا ، تحياتي
عذراً اعدت الارسال لأن الايميل السابق خطأ