اللقافة

داء يعاني منه المجتمع..تخصصت به فئة صغيرة لتنكد على فئة كبيرة.. خلطت بينه وبين النصيحة، واعتقدت أن لقافتها من باب المشورة.. تطفلوا بوقاحة على خصوصيات الناس واقتحموا حرمة منازلهم وحياتهم وعملهم .. من هم؟

الإنسان الطبيعي له الحرية المطلقة والخاصة في اختيارته سواء بالمرأة التي اختارها لتكون زوجته، أو الأرض التي اشتراها ليبني مسكنة، أو للسيارة التي اقتناها لتكون متعته ووسيلته.. وتلك أشياء تقع ضمن النطاق المحرّم للشخص وتعتبر دائرته الضيقة.. قد تجد الملقوف يتدخل في حياته دون سبب: “لماذا تزوجت من العائلة الفلانية؟”، أو يذكر له مساويء تلك العائلة، أو يتحدث بسوء منقول عن أحدهم بشأن تلك العائلة من باب (ناقل الكفر ليس بكافر).

أو تجده بشكل شبه يومي في موقع بناء منزلك، يتدخل بكل شاردة وواردة.. يعيب مخططك ويتدخل في جميع أفكارك.. تدخلاته تلوث فكرك وقد تجعلك تكره بيتك قبل أن تتم بناءه.. كلما وضعت فيه شيء حقّر من الفكرة وقلل من شأنها.. وقد يجلب أشخاصا لمنزلك كي يزدادوا إمعاناً في إنتقاد ما تبني .. وقد يصل بك المطاف لكره بيتك وبيعه.. وهم يرون ذلك من باب النصيحة!

وهناك نوع منهم نسوي.. تجدها تدخل على زوجتك أو تحادثها .. وتسألها عن كل صغيرة وكبيرة في المنزل.. قد تكون ابنتكما مخطوبة أو على وشك.. فتعيب من تقدم لها.. أو تقلل من شأنه .. أو تتدخل لماذا تزوج الصغيرة قبل الكبيرة.. أو تتدخل بكل وقاحة: “لاتوافقون إلا لما يحط لها بيت مستقل”.. وتطول القائمة.. كيف لك عزيزي الزوج أن تعرف عنها.. بمجرد عودتك للبيت تجد زوجتك في أسوأ أوضاعها النفسية وربما تطالبك بفسخ الخطبة.. لا تطير في العجة.. تحرى وابحث.. وسوف تجد الفيروس في جوالها.. العلاج سهل.. احظرها من جوال زوجتك واستمتعوا بحياتكم..

أو تجده شخص في ديوانية ما أو مجلس.. يتحدث بكل وقاحة في شؤون الناس، ويسرد وقائعهم الشخصية بكل امتهان.. وينتقد أوضاعهم.. تأكد أنه يعمل نفس المكيدة في مجالس أخرى.. أولئك بشر ابتلاهم الله بأنفسهم فلا تجعلهم يبتلونك بتلوثهم.. أولئك فئة صانعي النكد.

علاجهم سهل .. في جوالك هناك خاصية حظر موجودة من أجل أن تشعر بالسعادة.. وفي الحياة العامة تجنب أماكن تواجدهم.. ولاتستضيفهم في مجلسك.. فهم ملوثون لحياة البشر.. ومكافحتهم واجب.. لنعيش العمر بسعادة على كوكب الأرض .. ولنكافح الملاقيف.. والله المستعان.