الرأي , هواجيس
المشاريع السلحفائية تعود من جديد
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
دائمًا ما تتعرَّض المشاريع الحكومية للـتأخير.. وتُغلَق شوارع لسنين طويلة، وتكثر التحويلات.. ويزداد الغضب في الشارع، ويُصاب نصف المجتمع بأمراض السكر وارتفاع ضغط الدم والقولون، وغيرها.
وقد تزداد حالات الطلاق، وحالات الإجهاض بسبب مطبات التحويلات.. وتزداد حالات القطيعة في صلات الرحم؛ بسبب امتناع الناس عن زيارة أقاربهم؛ نظرًا لزحمة التحويلات وغيرها.. وقد تخسر بعض المشاريع التجارية على تلك الطرقات أو الشوارع.. وقد ترتفع أسعار العقار وقد تهبط، وكذلك هي الإيجارات..!!
وهنا يُصاب المسؤول الحكومي بالبُكم الدائم.. فهو يعلم أن السبب تأخر دفعات وزارة المالية.. وقد تكون وزارة المالية أوقفتها لتغييرات في المشروع؛ لتخفيض التكلفة.. وهنا قد تتغيّر المواصفات، وتزداد التضحيات.. ويخرج لرحم المدينة مشروع مشوّه بعد سنين طويلة..
في نفق جامعة الإمام عبدالرحمن على الطريق الساحلي، قامت وزارة المالية بتغيير مواصفات النفق، وخفضت تكلفته من 195 مليونًا إلى 125 مليونًا تقريبًا..!!
لدينا برج الماء في كورنيش الخُبر، وقد احتفل مؤخرًا بمرور 19 سنة على بدء العمل به.. والله “سبحانه وتعالى” وحده يعلم متى سوف ينتهي.. ومشروع برج بلدية الخُبر لا يزال متوقفًا منذ 9 سنوات، ومشروع مستشفى الخُبر الحكومي، والذي أمضى أكثر من 13 سنة. وكذلك الطريق الدائري الذي وصل عمره لأكثر من 20 سنة، ولم ينتهِ بعد.. وجميعها مشاريع تتبع ثلاث وزارات..
وقد قمتُ بتصنيفها ضمن المشاريع السلحفائية، وهذا أمر تعوَّدنا عليه في المنطقة الشرقية.
كورنيش الخُبر الشمالي أكمل 13 سنة منذ إغلاقه، ولم ينتهِ بعد، والطريق الساحلي استغرق 20 سنة ليكتمل.. وطريق الدمام/ الجبيل يئنُّ من سوء الإسفلت، وقلة الصيانة للإضاءة، وضعف أدوات السلامة فيه.. يتحوّل من أربعة مسارات إلى ثلاثة، دون أي تنبيه.. وكذلك الحال لطريق الدمام/ الخفجي، حيث يُعتبر من أسوأ الطرق في العالم، ولا يزال يراوح مكانه بين وعودٍ وتصريحاتٍ وقصاصاتٍ مبتورة من بعض الصحف..
غضبوا عليَّ ذات مرة حينما صرَّحتُ بوجود 326 ألف حفرة في الشوارع بالمنطقة الشرقية.. وليتهم غضبوا على الحُفَر وردموها..
هناك مَن يعتقد أننا نشخصن النقد.. نحن لسان المواطن، ننقل همومه ونخفف حِدَّتها قدر الإمكان.. ونهدف لوضع شموع مضيئة في مواقع التقصير المظلمة.. لعل الله أن يهيئ لنا من أمرنا رشدًا.
الموضوع له تكملة..
والله المستعان.