الرأي , سواليف
واخزياه .. ثلاث بنات على الجسر
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
عندما فكرت في كتابة هذا المقال ، حاولت ألا تقترب فكرته من خط التماس بين أصحاب الأجندات . فأنا لا أحب ، بل أكره كل ما من شأنه تقسيم المجتمع إلى فئات أو أيدولوجيات كما يحلو للبعض . ثم أن التعميم في الكتابه يعتبر أمراً معيباً للكاتب واستصغاراً للقارىء .
وبسبب أندماج غالبية المجتمع كباراً وصغاراً ، ذكوراً وإناثاً ، أصبح كل شخص قادراً على صنع الشائعات ومن ثم ترويجها وكأنها حقائق مسلم بها . إما لإنعدام المسؤولية أو لعدم تقدير تأثير تلك الشائعات على المجتمع ، أو وهو الأهم ، خدمة لأجندات هو يؤمن بها ويريد خلق الفتنة والفوضى .
قبل أسبوع تقريباً تناول الكثير من الناس لقطات عن حادث وقع في الرابعة فجراً على جسر الملك فهد بين سيارة صغيرة وشاحنة ، ولأن الصور التي تم تداولها توحي بأن الحادث كبير جداً وخطير ، فقد زاد ذلك من تداول تلك الصور عبر وسائل التواصل وخاصة ” الواتساب ” . وقد مضت عدة أيام على الحادث ونساه الناس كأي حادث آخر ، إلى أن قام أحدهم برسم سيناريو جديد للحادث مدعياً بأن السيارة الصغيرة كانت تحمل ثلاث فتيات وأن أحداهن كانت تقود السيارة . وما أن تداول الناس هذا السيناريو الجديد حتى أختلط الحابل بالنابل ، وتحولت الأحاديث إلى الآثار السلبية لقيادة المرأة للسيارة ، مع الهمز واللمز حول وقوع الحادث فجراً على الجسر .
ما حدث من محاولة خداع الناس وتمرير بعض الأفكار المريضة في هذا الحادث ، سوف يتكرر مع أي حادث آخر وفي أي مكان أو زمان . فلا هذا المقال ولا غيره من مقالات أو برامج سوف تقنع الناس بعدم الإنجراف خلف سيناريوهات خبيثة يراد بها التشويش على الناس وحياتهم . لكن ” وحدنا نحن ” ، أقصد أنا وأنت وكل فرد من هذا المجتمع نملك القدرة على إيقاف هذا العبث من خلال عدم إعادة إرسال أي خبر مشكوك في صحته ، خاصة تلك التي تظهر لها توضيحات في حينها .
يقول الله سبحانه وتعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاكم فاسقٌ بنبأٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) .
ولكم تحياتي