الرأي , سواليف
من ينصف ” المعلم “
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في كل الأزمنة كانت المجتمعات تنظر للمعلم نظرة احترام وتبجيل . وسواء كانت تلك المجتمعات متطورة ومتقدمة ، أم كانت حديثة عهد بالتعليم ، فإن مهنة ” المعلم ” تحظى بالإهتمام الرسمي والشعبي . فالتعليم هو مصنع الرجال وهو الأرض التي تزرع فيها بذور المستقبل وتنمو فيها الأفكار والمواهب . والمعلم هو القاعدة التي تبنى عليها طموحات الأوطان ، وهو القائد والموجه والملهم والفاعل في كل العملية التربوية والتعليمية من ألفها إلى ياءها . وبدونه لا يمكن التخطيط أو البناء لحاضر الدول ومستقبل أجيالها .
كلنا يعلم بأن التعليم يعتمد على عناصر وأسس لا يمكن تجاوزها أو التخلي حتى عن بعضها . هذه العناصر هي المناهج والبيئة التعليمية والمعلمين . وأي خلل في هذه العناصر أو أحدها يعتبر إخلالاً بمنظومة التعليم بشكل كامل . ومع أن بيئة المدارس الحالية لا تعتبر مثالية من حيث التصميم والتجهيز ، إلا أن الأخطر هو فيما يعانيه المعلم من مشاكل متراكمة لم توضع لها حلولاً رغم مرور السنوات وتعدد القياديين . ليس ذلك فحسب ، بل أن الوزارة ومن خلال حماية الطلاب من ” تنمر ” بعض المدرسين ، أضعفت المعلمين أمام طلابهم وأولياء أمورهم . فبات المعلم أضعف الحلقات في المنظومة التعليمية . لقد ساهمت الوزارة وإن بغير قصد في فقدان المعلم لثقته بنفسه وبقدرته على قيادة دفة طلابه .
المعلم بحاجة لمن ينصفه ، فهو مطلوب منه المناوبة والإشراف وسد حصص الإنتظار على الرغم من إكتمال نصابة من الحصص ” 24 حصة” ، ناهيك عن عدم وجود حوافز مالية ولا تأمين صحي له ولأسرته . ولا أظن أن ضغط الحصص الحالي لكل معلم ، مع تكدس الفصول بالطلاب أمراً غائبا عن أعين المسؤولين .
ولعل الأكثر إيلاماً هو تربص الكثير من المنصات الإعلامية ووسائل التواصل لأي خطأ من المعلم وإن كان بغير قصد . فكيف إذن ننتظر منه وهو في ظل هذه الظروف أن يتميز ويضحي ويبدع في عمله التربوي !! . فحتى أولئك الذين يعتبرون التعليم رسالة ويؤمنون بها ، لا يستطيعون العمل وهم يواجهون كل هذه الضغوط .
المعلم وكما قلت هو مربي الأجيال وصانع المستقبل فلا تظلموه . ولكم تحياتي