داوود أوغلو يهدد أردوغان بكشف “دفاتر الإرهاب”
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
جدد رئيس وزراء تركيا السابق أحمد داوو أوغلو هجومه ضد سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دون أن يسميه بالاسم، في مؤشر جديد على أن العلاقة بين الحليفين في طريقها إلى الانهيار دون رجعة.
وكان أردوغان وجّه انتقادات لاذعة لحليفه السابق الذي هدد بدوره، في أحدث تصريح له، بكشف أسرار قال إنها ستجعل وجوه الكثيرين تسوَّد.
ووفقًا لوسائل إعلام تركية معارضة، قال أوغلو أمام حشد في مدينة صقاريا بمنطقة مرمرة: إن ”كثيرين سيخجلون من النظر في وجوه الناس، إذا فتحتُ دفاتر مكافحة الإرهاب، وستسوَّد وجوه كثيرة“، في إشارة إلى مسؤولين أتراك كبار ربما تورطوا في دعم الإرهاب.
وكانت تقارير إعلامية وحقوقية عديدة اتهمت الرئيس التركي ومسؤولين في حكومته بدعم تنظيم ”داعش“، وتقديم التسهيلات لمناصريه، عبر جعل تركيا محطة عبور أساسية لهم للانضمام إلى التنظيم المتشدد والمشاركة في القتال إلى جانبه، ناهيك عن الصلات الخفية والمعلنة بين حكومة أردوغان وجبهة النصرة المصنفة إرهابيًا، التي حولت اسمها إلى ”هيئة تحرير الشام“.
وكان داوود أوغلو يتمتع بمكانة بارزة في حزب العدالة والتنمية الحاكم، وشغل منصب وزير الخارجية، كما تولى رئاسة الحكومة بين 2014 و2016 قبل أن تدب الخلافات بينه وبين أردوغان، ليبدأ بتوجيه سهام النقد اللاذع لرئيس الحزب وسياسته الداخلية والاقتصادية الفاشلة.
وتصاعدت حدة انتقادات أوغلو لحليفه السابق أردوغان بعد خسارة الأخير بلدية اسطنبول لصالح مرشح حزب المعارضة الرئيسية، حزب الشعب الجمهوري.
وهدد داود أوغلو في كلمة بمناسبة الاحتفال بالذكرى 18 لتأسيس حزب العدالة والتنمية، بأن الجميع سيعلم قريبًا أن ”الفترة من 7 حزيران/يونيو إلى 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 تُعدّ أخطر وأصعب الفترات السياسية في تاريخ تركيا“، في إشارة إلى فترة إطلاق حكومة العدالة والتنمية اتهامات بالإرهاب ضدّ أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي بعد نجاحه في الانتخابات البرلمانية، وتشكيل كتلة له داخل البرلمان، ما دفع أردوغان لإعادة الانتخابات بعد إنهاء محادثات السلام مع الأكراد بشكل مفاجئ.
ودافع أوغلو عن نفسه ضد الاتهامات قائلًا: ”توليت منصب رئيس الوزراء لهذه البلاد، وجئت عن طريق الانتخابات، ولا يستطيع أحد أن يقول عني خائن. أتذكر جميع أسلافي رؤساء الوزراء، لم يكن أي منهم خائنًا أيضًا، حتى لو أطلق علينا اسم الخونة“.
وتساءل أوغلو، الذي يستعد مع وزير الاقتصاد السابق علي بابا جان، لتأسيس حزب جديد، قائلًا: ”كيف يمكن أن يشعر الأشخاص الذين لا ينتمون للحزب الحاكم بالراحة؟ قولوا لي متى كنا خونة؟ قولوا لي، وأنا أتحدى إذا كنا قد خطونا خطوة واحدة مخالفة لقضية هذه الأمة ولضميرها“.
وعلّق أوغلو على حذف صوره من مقاطع الفيديو الخاصة بذكرى تأسيس حزب العدالة والتنمية، الذي يعتبر من مؤسسيه، بالقول: ”إذا بدأت أي حركة مسح تاريخها، فإنّ هذا يعني أنها تصفي نفسها بنفسها“، منتقدًا سياسات ”العدالة والتنمية“ الاقتصادية والقيود التي يفرضها على وسائل الإعلام.
واعتبر موقع ”أحوال تركية“ المعارض أن تصريحات داوود أوغلو مُهمّة للغاية، لأنها تدل على أن سياسة التخويف التي يتبعها أردوغان قد انتهت، ولا بد من وجود أناس آخرين يرفعون أصواتهم أمام أردوغان ويخبرون الحقيقة عن تركيا.
ويرجح خبراء أن تأسيس أوغلو وبابا جان، كما تشير تقارير متطابقة، لحزب جديد سيمثل صفعة قوية لأردوغان ولحزب العدالة والتنمية، وسيكون مؤشرًا آخر يضاف إلى جملة المؤشرات والعوامل التي تقول إن عهد السلطان السياسي القوي في طريقه إلى الزوال.