خبر حلو من «نيوم»
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
كل الأخبار التي ترشح من مدينة نيوم -المشروع الأكثر طموحا في العالم- حلوة، لكن أحلاها أن يأتيك خبر حلول الملك سلمان -حفظه الله- بها للراحة والاستجمام. قليلة هي المدن التي يكون بمقدورها استقبال الملوك؛ لأنها لا بد أن تكون على قدر الهامة والمهابة والحضور الكبير. وتكون قادرة -بأعلى مستوى- على استيعاب المرافقين والزائرين والعابرين الذين يسرهم أن يكونوا، ولو لساعات، في المكان الذي يسكنه الملك.
كانت أخبار نيوم السابقة تولد لدي شيئاً فشيئاً الاطمئنان إلى أننا كسعوديين على قدر هذا التحدي التنموي الذي قال عنه سمو ولي العهد -حفظه الله-: إنه يعانق عنان السماء. لكن هذا الخبر، خبر الحلول الكريم في المكان، أكمل حالة الاطمئنان لتصبح حالة يقين بأننا في هذا المشروع، وغيره من المشاريع الجديدة العملاقة، على الطريق الصحيح. ليس ثمة رد أبلغ من ذلك على المشككين بطموحاتنا الوطنية وأنها مجرد أضغاث أحلام أو أننا سنحصد الريح. والمهم، أيضاً، أن هذا المشروع الذي يتفتح في فصل الربيع السعودي الحقيقي، يقوده سعودي متحمس أعرف أنه يكره النوم مثلما يكره الخاملين الكسالى الذين اكتفوا من الحياة بالأعذار واستغنوا عن الإنجاز لحساب التشكي وإبداء قلة الحيلة.
ليس في نيوم، أيها المشككون أو المبغضون أو الحاسدون، سوى حقيقة من حقائق الواقع السعودي الجديد الذي ينافح عن مكاسبه بيد ويبني مستقبله باليد الأخرى. وإذا كنتم تعرفون دولة تحارب على كل الجبهات حرباً حقيقية وتبني مشاريع مثل مشروع نيوم فأخبرونا عنها لنتبين حقيقتنا ونعرف حدودنا.
ولعلمكم، غير الكريم، فإن مشروع نيوم فتح -من الباب الإستراتيجي للمشروع- الابتعاث لأبناء وبنات المنطقة التي يوجد فيها، لكي يؤسس قاعدة بشرية وطنية تقود إدارته ومرافقه واستثماراته خلال السنوات الخمس القادمة وما بعدها. أي أنه يستثمر غالبا في الشباب والشابات الذين تتقاطع طموحاتهم وتطلعاتهم مع طموحاته وتطلعاته، حيث لم يعد هناك وقت لدى هؤلاء الشباب يضيعونه فيما ليس في مصلحة وطنهم وتقدمه وعلو شأنه.
هنيئا لنيوم بالزيارة الملكية، وهنيئا لنا هذا الوطن الجسور الطموح.
محمد العصيمي
نقلاً عن جريدة (اليوم)