صُنّاع التاريخ
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
المعلم صانع تاريخ رجال، وصانع تاريخ وطن، وصانع تاريخ عالم.
والمعلمة صانعة تاريخ شقائق الرجال، وبالتالي صانعة تاريخ وطن، فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق، وصانعة عالم تحميه العاقلات من الانجراف نحو مما يتسبب في تدميره، فالعالم بأشد الحاجة لعقلائه.
ولذلك فحق المعلم والمعلمة التقدير والاحترام وتوفير كافة السبل التي تعينه على أداء مهامه العظيمة إذا كنا نريد رجالاً ونساءً يبنون وطنهم، ومن ثم عالمهم، لأن أعظم الاستثمار، الاستثمار في الإنسان.
لائحة الوظائف التعليمية التي أقرها مجلس الوزراء الموقر برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز سدده الله، وحضور ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وفقه الله، هذا الأسبوع والتي قال عنها معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ: أن هذه اللائحة استثمار في رأس المال البشري من أجل تميز أبناء وبنات المملكة العربية السعودية.
وأنها تقدم حوافز أكبر ومميزات أفضل ويمهّن مهنة التعليم، بحيث تكون وظائف التعليم تقدّر المتميز وأصحاب العطاء، وتركز على نواتج التعلم.
وأن مميزات المعلمين والمعلمات ستُحفظ إن لم تكن أفضل، فالعلاوات أكبر وسقف الرواتب أعلى.
هي خير بحول الله، وإعطاء لمن يستحق ما يستحق، ومن الجميل في هذه اللائحة تقدير قائد ووكيل المدرسة والمشرف التربوي وتمييزهم، وهي قضية كانت محل مطالبة الكثير من التربويين، حيث كان القائد يتحمل مسؤوليات كبيرة، بينما لا يوجد ميزات حقيقية تميزه عن غيره مع أهمية دوره، مما سبب عزوفاً من المتميزين كانت له آثاره على الميدان التعليمي.
ومن الجميل أيضاً محاسبة المقصر في حال التقصير، فبمحاسبة المقصر يتبين تميز المتميز، والحرص على التدريب والتطوير، فمن لا يتقدم يتقادم، وأولى الناس بالتطوير من يبذلون الخير ويرقون بالعقول.
أتمنى من أجل أبنائنا وبناتنا وبالتالي من أجل مجتمعنا، أن نسعى في تقدير المعلم بحفظ مكانته وإعطائه التقدير الذي يستحقه، وأتمنى أن ندرك أن كل ما يُقدم للمعلم المتميز ليس خسارة بل ربح في الحاضر والمستقبل.
د. شلاش الضبعان
نقلاً عن (اليوم)