شركات الإعلام .. مجال جديد للاستثمار
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تقدمت بلادنا في ترتيب سلم التنافسية العالمية، لأنها نجحت في تحسين بيئة الاستثمار وفتح مجالات جديدة له.. واليوم، ونحن في ظل “رؤية 2030” التي تحث على البحث عن القطاعات القابلة للاستثمار الناجح وتقديمها للمستثمرين، أضع قطاعا مهما أمام المستثمر الوطني، الذي يضع خدمة بلاده في المقدمة مع تحقيق العائد الربحي على المدى الطويل..
وفي مقدمة هذا النوع من المستثمرين، صندوق الاستثمارات العامة، الذي أصبح لاعبا أساسيا في دعم قيام كيانات استثمارية قوية في جميع القطاعات الصناعية والسياحية وقطاعات البترول والغاز وغيرها.. والقطاع الذي أتحدث عنه هو الشركات الإعلامية الشاملة، التي تقوم على محطات تلفزيونية وإذاعية ووكالات أنباء وصحافة متطورة، ليس بالضرورة أن تكون ورقية، فليذهب الورق وتبقى الصحافة بأي وسيلة كانت.. ولعل ما يساعد على بلورة هذا القطاع بشكل أسرع أن الأساس موجود، وهو المؤسسات الصحافية التي مضى على وجودها أكثر من 50 عاما وحققت نجاحا كبيرا، وخدمت مطبوعاتها الوطن بصفتها صوتا قويا يدافع عن مواقفه وقضاياه، ثم اشتدت المنافسة لها من وسائل الإعلام المختلفة وانصرف القراء إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وتبعهم المعلنون الذين اتجهوا إلى المحطات التلفزيونية ومشاهير المغردين.. لم تطور تلك المؤسسات الصحافية وسائلها في وقت الوفرة المالية، ولم تستجب لدعوات التحول إلى شركات إعلامية شاملة وقوية عن طريق إدخال شركاء أقوياء يشاركون في مجالس إداراتها بالفكر الاستثماري والحرص على الحوكمة والشفافية التي تضمن لها النجاح والاستمرار.. ما زالت هذه الفرصة مواتية لو طبقت تجربة تحويل بعض المؤسسات الصحافية إلى شركات مساهمة مغلقة، تتحول بموجب الأنظمة إلى الطرح العام خلال خمس سنوات.. وأهم شرط للنجاح – كما ذكرت سابقا – أن يكون صندوق الاستثمارات العامة هو الشريك الرئيس فيها.
أخيرا، حقق نظام المؤسسات الصحافية الغرض منه حينما حول الصحافة الفردية الضعيفة إلى صحافة مؤسسات قوية، لكن مع مرور الوقت وتطور صناعة الإعلام في العالم، تجاوزه الزمن وأصبح مقيدا لانطلاقة هذا القطاع بشكل ملحوظ في بلادنا.. لذا، فإن إعادة النظر إلى وضع المؤسسات الصحافية، أصبح أمرا ملحا، بحيث تدخل صناعة الإعلام، بجميع فروعها المطبوعة والمرئية والمسموعة والشبكات الإلكترونية، ضمن القطاعات الاقتصادية المنافسة، كما سيمكن تلك الشركات الإعلامية القوية من شراء حصص في وسائل الإعلام العالمية لضمان حيادها عند الحديث عن مواقف بلادنا والقضايا العادلة أمام هجمة إعلامية غير مسبوقة يشنها الأعداء وتشارك فيها – مع الأسف – وسائل إعلام كنا نظنها محايدة، وقال بعضهم إن ذلك بسبب غيابنا الإعلامي عن الساحة العالمية.
على الشدي
نقلا عن “الاقتصادية”