الزياني: وحدة الصف الخليجي ضرورة في ظل استمرار الاستفزازات والتدخلات الإيرانية
ألقى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني كلمة رفع في مستهلها الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس الاجتماع – حفظه الله – ولأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومواطني دول المجلس، بمناسبة مرور الذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي وضع القادة المؤسسون لبناته في الخامس والعشرين من شهر مايو عام 1981م، تجسيدًا لعمق العلاقات الأخوية والروابط المتينة والمصالح المشتركة التي تجمع بين دوله ومواطنيها، ورغبة في الحفاظ على أمنها واستقرارها، وتحقيق تطلعات أبنائها لمزيد من التقدم والتطور والازدهار.
وأشاد الدكتور الزياني بانعقاد هذه القمة الخليجية الطارئة، في هذه الليلة المباركة من ليالي شهر رمضان الفضيل، وفي مدينة مكة المكرمة، مهبط الوحي وقبلة مليار ونصف مليار مسلم في أرجاء العالم، بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله -، الذي يبرهن بحكمته البالغة ورؤيته الثاقبة نواياه المخلصة وحرصه المعهود على المصالح العليا لمجلس التعاون ودوله ومواطنيها الكرام.
وقال: “أصحاب الجلالة والسمو، لا يسعني في هذا المقام إلا أن أحيي حرصكم الدائم وسعيكم الحثيث ونواياكم الصادقة في الحفاظ على مسيرة مجلس التعاون، وتعميق روابطها وتكثيف تعاونها، سعيًا منكم، رعاكم الله، لأن يظل مجلس التعاون كيانًا متماسكًا راسخًا، قادرًا على مواجهة كل التحديات بثقة كبيرة وإرادة ثابتة وعزيمة لا تلين.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، أن القمة الطارئة تنعقد في ظل وضع إقليمي بالغ الحساسية والتعقيد ينبئ بمخاطر جسيمة وتحديات صعبة تتطلب من دول مجلس التعاون اليقظة والحيطة والحذر والاستعداد، ومزيدًا من التكاتف والتعاضد، للحفاظ على أمنها واستقرارها، والدفاع عن مكتسباتها وإنجازاتها ومصالحها.
وقال: “وما وجودكم اليوم في هذا اللقاء المهم إلا تأكيد لحرصكم على وحدة الصف الخليجي وعزمكم الثابت على تحقيق الأمن الجماعي الشامل لهذه المنظومة الخيّرة، في ظل استمرار الاستفزازات والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس، وما شهدته المنطقة من تهديدات وأعمال عدائية إرهابية أخيرًا، تمثلت في تهديد سلامة إمدادات النفط من خلال الأعمال التخريبية للسفن التجارية المدنية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومحطتي ضخ للنفط في المملكة العربية السعودية، وإطلاق الصواريخ البالستية على الأماكن المقدسة والمناطق المدنية في المملكة.
وأضاف الدكتور الزياني يقول: “من أجل ذلك كله جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين لعقد هذه القمة الطارئة لتدارس الوضع المعقد الذي تعيشه المنطقة والتحديات التي تواجهها، واتخاذ موقف جاد وفاعل يكفل الحفاظ على أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية التي تكتسب أهميتها الإستراتيجية من موقعها الجغرافي المهم لحركة التجارة الدولية، ودورها البارز في تأمين إمدادات الطاقة لدول العالم، ونموها الاقتصادي والاستثماري المتواصل، ومكانتها الإقليمية والدولية المتميزة.
وسأل الله العلي القدير في ختام كلمته أن يكلل أعمال هذه القمة بقرارات بناءة تعكس وحدة الموقف والمصير الواحد.