الصدارة لا تعني التتويج!
قدم النصر والهلال واحدة من أجمل مبارياتهما في تاريخ الدوري السعودي، نجاح جماهيري كبير حضورا وتفاعلا، ولوحات فنية راقية قدمتها جماهير العالمي التي ملأت 70 بالمئة من المقاعد المخصصة في استاد الملك فهد الدولي الذي احتضن قرابة 60 ألف متفرج، وكان أداء الفريقين والأهداف الخمسة التي شهدها الشوط الثاني قصة من قصص الإثارة والندية والتنافس الشريف الذي لا ينسى بين العملاقين، معظم التوقعات كانت تشير لفوز النصر، لجاهزية لاعبيه وتعامل إدارته وجهازه الفني بصورة مثالية، دخل النصر منذ اللحظات الأولى باحثا عن هدف، والرغبة في الفوز بدعم الجماهير سيطرت على كل شيء، كانوا بالفعل مستشعرين أهمية تجاوز المباراة والفوائد المضاعفة منها بحصد ثلاث نقاط وإيقاف المتصدر، وخطف قمة الترتيب بعد ملاحقة أسابيع.
نجحت إدارة النصر في التعاطي الإعلامي مع المواجهة، تصريحات الرئيس قبل المباراة بأيام تحدث فيها عن رؤى متعددة حول استراتيجيات العمل كانت مطمئنة للجماهير ومحفزة لهم، يكفي تأكيده استمرار المدرب فيتوريا حتى في حال الفشل في تحقيق اللقب باعتبار حاجة البرتغالي للوقت للاستفادة من خبرته بعد أن وقع عليه الاختيار.
يتصدر النصر اليوم قمة الترتيب بفارق نقطة واحدة والفرحة بالفوز الأخير والصدارة كانت كبيرة، وشاهدنا مقاطع لاحتفالات في الخليج وحتى في دول عربية فهل يحكي الموقف اليوم ضمان أو حتى اقتراب النصر من اللقب أكثر من منافسه (الأزرق)؟!.
أعتقد جازما أن الكرة لا تزال في الملعب، وأن فارق النقطة لا يمكن أن يكون مصدر اطمئنان نصراوي، ولا حتى استسلاما هلاليا، تبقى خمس جولات محصلتها 15 نقطة، والهلال فريق عنيد كما هو النصر سيظل متمسكا بحقه في البحث عن البطولة حتى الرمق الأخير.
عبدالله الفرج
نقلاً عن (الرياض)