حرمان من التعليم والصحة والمياه الآسنة تحاصر منزله
تفاصيل مؤامرة تنظيم الحمدين على حفيد مؤسس قطر
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
كشفت أسماء ريان، زوجة عضو العائلة الأميرية في قطر حفيد مؤسس دولة قطر الشيخ طلال بن عبد العزيز بن أحمد بن علي آل ثاني، المعتقل غدرًا في سجون تنظيم الحمدين، تفاصيل مؤلمة تعرَّض لها زوجها، ولا تزال الأسرة تعاني تلك المأساة.
وقالت أسماء في الجزء الأول من اللقاء الخاص التي أجرته معها قناة (سكاي نيوز عربية)، “إن الشيخ طلال دائمًا ما يردد جملة إنني لا أثق في حمد بن خليفة، وإن زوجي الشيخ طلال التقى بعض كبار آل ثاني في لندن، وأقنعوه بالعودة إلى الدوحة كنوع من المساواة، وأنه عقب عودته إلى الدوحة سيتم إعادة حقوقه له، ولم يكن يتوقع في البداية أنه من سابع المستحيلات أن يتم إيذاؤه؛ لأن ـ بحسب كلامه ـ الشخص لا يمكن أن يأتيه الأذى من أهله أو من الأقربين له، ولم يكن يتوقع أن يكون هناك نوع من الانتقام، لكن بالفعل تم الانتقام منه ومن أولاده ومن زوجته وهي أنا”.
وأضافت: “حين سكنتُ الدوحة كان الناس يأتون لنا، وكنت لا أعرف من هو الشيخ عبد العزيز، ومن يأتني من الناس يقولون كانت أيام الشيخ عبد العزيز أيامًا غير. كانوا يقولون نحب أيام الشيخ عبد العزيز. ومن خلال حديثهم أعتقد أن أبناء الشيخ عبد العزيز محبوبون في الدوحة جدًّا جدًّا بلا استثناء، والشيخ أحمد جدهم محبوب جدًّا، والشيخ طلال كان الناس يأتون إليه للسبب هذا؛ فهو ابن الشيخ عبدالعزيز، وحفيد الشيخ أحمد. والشيخ عبدالعزيز معروف بالكرم في الدوحة”.
وتابعت بقولها: “بعدما تُوفِّي والد الشيخ طلال بدأت المأساة؛ إذ توقفت المخصصات، وبدأ كل شيء ينتهي تدريجيًّا. وحين طلب الشيخ طلال حقوقه التي تخص والده فوجئ بقولهم إنه ليس لديك أي حقوق، ثم طلب أراضي له في الوكرة التي قام بشرائها في فترة سابقة، وتم رفض هذا الطلب، وهو معتمد على المخصصات التي تقدم له من الدولة، أو أملاكه الشخصية، وكان الشيخ لديه مصاريف عدة، واضطر إلى يأخذ قرضًا من بنك الدوحة حتى يسدد التزاماته، وقد سلمه البنك القرض على أساس أن أملاكه تعود له، ويقوم بسدادها”.
وواصلت تقول: “الشيخ طلال حاول دخول عالم الأعمال، وتم الغدر به من خلال المناقصات الوهمية التي تمرر له من الدولة، ومنها شيك بقيمة 40 مليون ريال، وكان شيك ضمانًا، وتم تحويله على أنه شيك ملزم الدفع، وأدخلوه في دوامة، وضغطوا عليه نفسيًّا، ثم عرف لاحقًا أنه نزل عليه أحكام مناقصات من الدولة، أُعطيت له، ثم بعد ذلك اتضح أن هذه الصفقة ليس لها وجود؛ فتم إدخاله السجن بتهمة توقيع شيكات بدون رصيد، ومطالبته بسداد الديون”.
واستطردت: “الشيخ طلال دائمًا يقول لي إنه كان متفائلاً بأن حقوقه ستعطَى له، ولم يكن يتوقع أنه سيُغدَر به ويُسجن في الدوحة، ولو كان يتوقع ذلك ما عاد من لندن. والشيخ طلال قال إنه سيدفع قيمة المبالغ المالية المستحقة عليه من خلال مبالغ متوافرة لديه، أو من خلال الأراضي المحجوزة لدى الدولة، لكن تم رفض هذا الطلب، وعرف بالتالي أنه يتعرض لمؤامرة واضحة، ولو أُعطي حقوقه كان ممكنًا أن تُحل هذه القضية المالية في أسبوع، ولكن الرد يأتينا بأنه يلزم حمد بن خليفة هو من يخرجه من السجن؛ لأنه (زعلان) منه الفترة هذه، ولازم تنتظرون”.
ولفتت إلى أنه حين حضر الشيخ طلال للشيخ حمد بن خليفة قال له: “أنا لدي مشاكل مادية حاليًا، وأريد أن أحلها، ولا أريد أن آخذ من الدولة؛ لأن لدي حقوقًا مالية، وأريد أن أحصل عليها، وأن هذه الحقوق تعرفها كل الدوحة، كما تعرف أن الشيخ حمد بن خليفة يعاقب الشيخ طلال”.
وواصلت: “تم العرض على الشيخ طلال في السجن بأن يوقّع على أنه مجنون، ولكني عارضت هذه الفكرة؛ لأنه سبق أن حصلت مع شقيق الشيخ طلال، وعلى أساس ذلك أصبح كالميت؛ ما له وجود. وقد تم حرمان أبناء الشيخ طلال حقوقهم من التعليم والعلاج”.
وعن كيفية علاجهم قالت: “ينتظرون فاعل خير يقوم بالدفع عنهم، وفي حال يتم التقديم على الصحة والعلاج يتم الرفض، حتى أننا لا نملك سيارة”.
وأوضحت أن “كل ما حدث هذا بسبب أنهم أبناء الشيخ عبدالعزيز، وهو انتقام من الجد والأب والأحفاد، وأن من وراء كل هذه الأحداث هو الشيخ حمد بن خليفة؛ فهو القادر على القيام بكل هذا، والجميع يؤكد أن الشيخ حمد بن خليفة هو من سجن الشيخ طلال، ونحن عائلة الشيخ طلال خلال السنتين الماضيتين عشنا أنواع التعذيب والحرمان”.
وتابعت: “في العيد الوطني تم إخراجنا من منزل لنا، وأُبعدنا إلى منطقة اسمها الصبغة؛ لنسكن هناك في منزل من شقتين، واحدة يسكن بها عمالة وافدة، والأخرى نسكن بها نحن. ومنزلنا هذا لا يوجد به أبواب، وتحاصره المياه الآسنة، وجلسنا هناك سنة ونصف السنة، وهو بيت يفتقر لأدنى درجات النظافة، وقد نقلت ابني أكثر من مرة للمستشفى بسبب القوارض، وتعرضنا أنا وأبنائي في تلك الفترة لأشد أنواع التعذيب”.
يُشار إلى أن أسماء الريان ألمانية الجنسية، وتزوجت الشيخ طلال آل ثاني عام 2007، وهو الابن الأكبر لأحد الآباء من مؤسسي قطر، الذي توفي بالمنفى بالسعودية في عام 2008. وبحسب ما ذكرته، فإن معاناة أسرة الشيخ طلال، وبها 4 أبناء، بدأت مع وفاة والد الشيخ طلال الذي شغل أيضًا منصب وزير الصحة في قطر. ولفتت إلى أن هناك عداء قديمًا للشيخ عبدالعزيز بن حمد، نقله نظام حمد، ومن بعده نظام تميم، إلى الابن الشيخ طلال الذي أدخلوه السجن في ظل النظامَيْن، وهو الآن يقبع في سجن نظام تميم بعد أن حكم عليه بالسجن اثنين وعشرين عامًا في عام 2013، وما زال حبيسًا منذ ست سنوات.
وأشارت زوجة الشيخ طلال إلى أن النظام القطري كان قد أجبر زوجها على العودة للدوحة بعد إغرائه بتسليم إرث والده له، وعادت معه إلى الدوحة؛ لتبدأ المأساة التي لم تنتهِ بعد.