التحيز الإعلامي ضد المملكة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
نشر موقع “دويتشه فيله Deutsche Welle” الألماني في نسخته العربية، تحليلا حمل عنوان “ترحيل العمال الوافدين عن السعودية، ولا حديث عن وجهتهم”، كتبه مدير تحرير الموقع إبراهيم محمد، وتناول فيه الإجراءات التي تقوم بها المملكة في سوق العمل، سعيا منها لتقليص الاعتماد على اليد العاملة الأجنبية، وإحلال المواطنين مكانهم.
وبغض النظر عن ركاكة الأسلوب، وافتقار بعض المعلومات الواردة في التقرير للدقة، فقد أظهر المحرر تحيزا لا يليق بمهنة الصحافة الرزينة، إذ إن الصحافي، ومهما كانت لديه مواقف مسبقة من قضية معينة أو ضد بلد ما، لا يجوز له أن يترك انطباعاته تلوث القطعة الصحافية التي يعمل عليها، بل يجب أن يكون محايدا، ينقل الحقائق التي يفترض أنه اجتهد بكل إخلاص في البحث عنها، ومن ثم يترك للقارئ الحكم من دون وصاية أو محاولة تأثير.
إبراهيم كتب عنوانا فرعيا في التقرير يقول “رسوم وضرائب وفوقها الإهانة”، وتحت هذا العنوان أورد نصا كال فيه اتهامات دون دليل للإجراءات الحكومية، يقول الكاتب “منع العمل والرسوم وفرض ضرائب جديدة وارتفاع الأسعار إلى جانب إجراءات إدارية وأمنية يتخللها القسر والعنف والإهانة، أدت إلى مغادرة وترحيل ملايين العمال العرب والأجانب”، وفي موضع آخر يقول “تعود أو تُرحّل الغالبية من الخبرات العربية والأجنبية من السعودية ودول الخليج الأخرى مذلولة ومكسورة الخاطر؛ بسبب سوء المعاملة، وعدم دفع الرواتب عدة أشهر، ناهيك عن عدم دفع تعويضات عن سنوات الخدمة”.
هذا الاتهام بأن غالبية من عملوا في السعودية خرجوا منها مهانين مكسوري الخاطر اتهام خطير، يتطلب من الكاتب تقديم أدلة قطعية على ما أورده، أو أن تقوم وزارة العمل السعودية بتوكيل محام في ألمانيا لحل التهمة قضائيا؛ إذ إن موضة رمي التهم جزافا في الآونة الأخيرة لشيطنة المملكة لن تقف إلا بمقاضاة مرتكبيها.
وأخيرا، هذا التقرير الذي نشرته “دويتشه فيله” العربية، أعادني بالذاكرة إلى حديث مع مسؤول غربي كبير، قال لي بعد أن تسلم منصب إدارة النسخة العربية لوسيلة إعلامية مشهورة، إنه فوجئ بالكم الكبير من المشارب والمذاهب والتوجهات لدى الصحافيين العرب الذين يعملون في النسخ العربية من الوسائل الإعلامية الغربية، وكيف أن توجهاتهم تلك تؤثر بشكل غير مهني في المواد التي يكتبونها. ويكفي أن تتابع المواقع الناطقة بالعربية لتعرف أن ما قاله يقارب الواقع إلى حد كبير.
عماد العباد
نقلاً عن (الرياض)