كراهية الأنثى
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تحدثت يوم أمس تحت عنوان أمراض مراوغة تصيب الفرد وتسبب أذى عظيماً للمجتمع. تتمتع هذه الأمراض بالقدرة على التخفي تحت ادعاءات عدة تصل إلى ادعاء الفضيلة، استطاع بعض المصابين بعاهة السيكوباثية أن ينضووا تحت الحركات الجهادية ليحققوا تحت لوائها أطماعهم المريضة، كلنا نعرف أن كثيراً ممن ادعى الجهاد سار تحت راية السيكوباثية الجهادية إلى مناطق الصراع التي تتوفر فيها النساء وللهو الهمجي تاركين وراءهم المناطق الأخرى التي لن يجدوا فيها سوى جهاد فقط.
تحت دعاوى الفضيلة عاش المصابون بمرض الميسوجني أزهى أيامهم. الميسوجني مرض آخر يصاب به المرء وتنعكس إصابته ضرراً كبيراً على المجتمع، من حسن الحظ بدأ كثير من المثقفين أدرك حقيقة هذه العلة، كتب عنها بعض الزملاء وما زالت في حاجة إلى المزيد من الطرح، البيئة الثقافية التي نعيش فيها تتيح لهؤلاء الفرصة للأفراج عن عقدهم وأمراضهم.
فتح التصعيد المبالغ فيه والتباري في مسألة الفضيلة والحشمة الباب لكثير من أصحاب الهوى والمتمصلحين لتحقيق المكاسب، ظاهرة طبيعية ومطردة، في الموسم السياحي يظهر منتفعون وفي الكوارث يظهر تجار يحققون ملايين الريالات وفي الحروب أيضاً، فتح التيار الأخلاقي غير المنضبط الباب على مصراعيه لكل من يريد أن يقتنص فرصته، كسبنا آلاف التجار المشتغلين في هذه التجارة، عند تحليل حملات الحشمة وتجارها سنرى أن نشاط رجالها لم يتوقف عند حدود الاحتشام والانضباط كما قرره الفقه الإسلامي، فكلما عانت المرأة من التقييد كلما ألحوا في المطالبة بمزيد من القيود، أكثر ما يسعد كاره النساء أو الميسوجني أن يرى المرأة تعاني.
للمرة الأولى ألمس هذا المرض على حقيقته في جلسة عامة، دار النقاش ووصلنا إلى البنك العقاري، تحدثنا عن فوائده وما حققه من تنمية عقارية كبيرة في أنحاء المملكة، مع الحوار وصلنا إلى أن قوانينه فيها إجحاف في حق المرأة، كما أن من حق الرجل أن يحصل على قرض من البنك لماذا لا تحصل المرأة على القرض نفسه وبالشروط نفسها، هو مواطن وهي مواطنة أيضاً، اتفقنا جميعاً، فالمصلحة ستعود أيضاً على الأسرة. انبرى أحدهم وأعلن نفسه محامياً عن الشيطان، رفض الفكرة من أساسها، اخترع عشرات الأدلة ليثبت أن المرأة لا تستحق قرضاً مستقلاً مستغلاً كميات التبريرات الأخلاقية المنتثرة في كل مكان، رفض هذا الرجل مصلحته ومصلحة زوجته وبناته وكل النساء المحيطين به، تبين للجميع أن الرجل يكره المرأة كجنس.
عندما تقرأ تاريخ الصراع الذي دار حول المرأة سترى كثيراً من الآراء التي سيقت لحرمان المرأة تعود إلى انخراط هؤلاء المرضى في الحوارات رافعين الرايات الأخلاقية، لم تكن الحشمة أو الدين محركهم، ثمة شيء في النفس اسمه كراهية المرأة.
عبدالله بن بخيت
نقلاً عن (الرياض)