أشاد بإصلاحات الأمير محمد بن سلمان منذ أصبح ولياً للعهد
بومبيو: أي محاولة للمساس بالعلاقة مع السعودية خطأ فادح
قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إن أي محاولة للمساس بالعلاقات الأمريكية – السعودية ستعتبر خطأ فادحاً بحق الأمن القومي الأمريكي وحلفائه.
ووصف بومبيو، في مقال رأي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال Wall Street Journal”، الثلاثاء، المملكة العربية السعودية بأنها القوة الضامنة لاستقرار الشرق الأوسط. وأضاف أن “المملكة تعمل على تأمين الديمقراطية الهشة في العراق، وتحاول إبقاء بغداد مرتبطة بمصالح الغرب وليس بطهران. كما أن الرياض تساعد في التعامل مع الأعداد الهائلة من اللاجئين الهاربين من الحرب السورية عن طريق العمل مع الدول المضيفة، والتعاون بشكل وثيق مع مصر. وقد خصصت المملكة العربية السعودية ملايين الدولارات لتعزيز جهود الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى”، مؤكداً أن النفط السعودي والاستقرار الاقتصادي للمملكة هما مفتاحا الرخاء الإقليمي وأمن الطاقة العالمي.
وتطرق وزير الخارجية الأمريكي لقضية مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، مشيراً إلى الأصوات في الداخل الأميركي التي تهاجم الرئيس دونالد ترمب في حرصه على الحفاظ على العلاقات الأميركية السعودية، متسائلاً: “هل هي من محض الصدفة أن الأشخاص الذين يهاجمون الرئيس ترمب بشأن سياسته تجاه المملكة بخصوص قضية خاشقجي، هم نفس الأشخاص الذين قدموا الدعم لباراك أوباما في سياساته تجاه إيران – ذلك النظام الذي قتل الآلاف حول العالم، منهم المئات من الأميركيين، إضافة إلى ممارسته العنف ضد شعبه؟ فأين كان المنادون بحقوق الإنسان حينما أعطى السيد أوباما الأموال الطائلة للملالي (في إيران) لتصبح أكبر دولة داعمة الإرهاب؟”.
واستطرد بومبيو بأن المملكة العربية السعودية، مثل الولايات المتحدة، تدرك الخطر المحدق الذي تمثله إيران للعالم. “إن هدف إيران أن تنشر ثورتها الإسلامية من طهران إلى دمشق وأن تقهر كل من يرفض الخضوع، بما في ذلك الشعب الإيراني. فإيران لا تتوانى عن نشر الموت والخراب في الشرق الأوسط، وإشعال سباق إقليمي للأسلحة النووية، وتهديد طرق التجارة، وإثارة الإرهاب حول العالم.
وقال بومبيو إن أول مجهودات الأمير محمد بن سلمان، بعد أصبح ولياً للعهد بالمملكة، العمل على التخلص من التغلغل الإيراني المزعزع للاستقرار في اليمن، والذي زاد منذ الانقلاب الحوثي، المدعوم من طهران، على السلطة الشرعية في 2015. فإيران تحاول أن تنشئ كياناً شبيهاً بميليشيا حزب الله اللبناني في شبه الجزيرة العربية، لتهديد أمن السعودية، عن طريق إطلاق الصواريخ التي تستهدف المدن السعودية، مؤكداً أن طهران لم تبدِ أي اهتمام حقيقي بالوصول لحل سياسي ينهي الصراع اليمني. فطهران ليس لديها أي مصلحة من تخفيف معاناة اليمنيين، بينما خصصت المملكة العربية السعودية المليارات من أجل تخفيف المعاناة عن اليمن.
وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن اليمن يعد جبهة هامة لمحاربة الإرهاب، حيث إن ما يعرف بـ”القاعدة في الجزيرة العربية” شنت أولى هجماتها ضد الأميركيين في أكتوبر من عام 2000، حين هاجمت بالمتفجرات المدمرة الأميركية “يو إس إس كولUSS Cole ” في ميناء عدن اليمني، مخلفة 17 قتيلاً من البحارة و39 جريحاً. ومنذ ذلك الحين، وتعكف “القاعدة في الجزيرة العربية” على شن هجمات ضد مصالح الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها.
ونوه بومبيو إلى الخطوات الإصلاحية التي اتخذها الأمير محمد بن سلمان، في الداخل السعودي، بدءاً من القرار التاريخي بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات وحضور الفعاليات الرياضية، إلى دعوته لعودة الإسلام المعتدل.
وأنهى بومبيو مقاله بالإشارة إلى إدانة واشنطن لعملية قتل خاشقجي، مشيراً إلى الخطوات التي اتخذتها الإدارة الأميركية ضد المتهمين الـ21.