الحدود السعودية – اليمنية
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تخللت سيرة حياتي العملية سنة كاملة تشرفت فيها بالعمل على الحدود السعودية- اليمنية مع زملاء من رفاق الدرب في قواتنا البحرية. وأسباب تواجدنا مع إخواننا من بقية قواتنا العسكرية هي حماية الحدود، ومن ضمنها التسلل غير الشرعي من اليمن أو من دول القرن الأفريقي. فبلادنا مفتوحة لمن أراد دخولها بصورة شرعية. وإضافة لذلك هناك توجيهات من ولاة الأمر بضرورة مساعدة أشقائنا من اليمن بكل ما نستطيع وبأي وسيلة ممكنة مع ضرورة حسن المعاملة لكل من يحاول عبور الحدود.
كانت الحدود هادئة ومناظر الجبال جميلة. وهناك استرجعت ما كنت أقرؤه من تقارير اقتصادية عن اليمن وعن مقدار المساعدات التي كانت تقدمها الدول لليمن وعلى رأسها المملكة العربية السعودية من مساعدات مادية ومشاريع تنموية لليمن منذ عقود. ولا ننسى الملايين من الإخوة في اليمن ممن يعيشون ويعملون لدينا ومدخولهم يوفر حياة كريمة لأسرهم في اليمن. أي أن اليمن وببساطة كان من الممكن أن تكون إحدى الدول العربية الأعلى في التنمية، خاصة أنه يوجد بها وفرة من اليد العاملة والأراضي الخصبة وأجواء معتدلة. ولا ننسى بالطبع المواقع الأثرية التي من الممكن أن تجذب السياح من كل دول العالم. إلا أنك عندما ترى الحدود السعودية- اليمنية فبمجرد نظرة بسيطة تجد الفارق التنموي الكبير. وهذا أمر يسبب مشاكل حدودية مهما كانت متانة العلاقة بين أي دولتين حدوديتين. وزاد من تعقيد الكثير من الأمور في اليمن النزاع القبلي وسط غياب حكومة مركزية منذ زمن طويل تتفرغ لبناء اليمن. وهذا ما جعل اليمن وبصورة مستمرة أرضا خصبة لأي نزاع داخلي، ومغريا لأي تدخل خارجي. ومع الوقت ضعفت الجبهة الداخلية ورأينا منذ سنوات كيف أن جماعة الحوثي سيطرت على مقدرات اليمن وسط تدخل سافر من دول مثل إيران التي بدورها وجهت سهامها لحدودنا السعودية وهددت سيادة وأمن المملكة ليس عبر متسللين غير شرعيين، بل من خلال حشد بشري وأسلحة ثقيلة ومدمرة قريبة من حدودنا الجنوبية. وهذا ما جعل المملكة تحتفظ بحق الرد على أي تهديد. والعالم رأى 200 صاروخ سكود تم إطلاقها على مدننا ومنها مكة المكرمة. وهذا يعني أننا لم نكن نرغب في النزاع، ولكن أمن المملكة وسيادتها خط أحمر.
عبداللطيف الملحم
(اليوم)