قطار الحرمين.. مشروع لكل المسلمين
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
مشروع قطار الحرمين الذي دشنه الملك سلمان يوم أمس يحمل رسالة سامية لجميع المسلمين من أن خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما تمثّل أولوية سعودية، وواجباً مقدساً تحملته ولا تزال على أنه شرف لا يضاهيه شرف آخر، حيث يمثّل المشروع أحد أهم الأذرع الخدمية لراحة الحجاج والمعتمرين والزوار، وأكثرها أماناً وسرعة، وتخفيفاً على الطرق السريعة بين مكة والمدينة وجدة، وتحديداً في مواسم الحج والعمرة، كما يعد المشروع الأكثر تقدماً للسكك الحديد في المنطقة، وقيمة مضافة للمشروعات الوطنية الكبرى التي تخدم رؤية المملكة 2030.
المشروع كان حلماً وتحقق ليس للسعوديين فقط، ولكن لعموم المسلمين الذين ينظرون إليه بكثير من الفخر والاعتزاز، والشكر لله أولاً ثم لحكومة المملكة التي جعلت من زيارة الأماكن المقدسة رحلة إيمانية ميسرة، وآمنة، حيث يمكن زيارة المسجد الحرام والمسجد النبوي في مدة لا تتجاوز 120 دقيقة، والانتقال من صالة مطار جدة وصولاً إلى مكة خلال 21 دقيقة، وكل ذلك في وسيلة متطورة، ومجهزة بكافة الخدمات، وخطة تشغيلية مجدولة لنقل 160 ألف راكب يومياً، و60 مليون مسافر سنوياً، من خلال خمس محطات رئيسة في مكة والمدينة وجدة ومطار الملك عبدالعزيز ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ.
السعودية لم تتوقف جهودها عند التوسعة التاريخية للحرمين الشريفين، وتطوير مشروعات البنية التحتية في المشاعر المقدسة، ولكن جهودها متواصلة أيضاً لتعزيز منظومة نقل متكاملة لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار تشمل القطارات والمطارات والطرق وحتى الموانئ، حيث سيكون ميناء الملك عبدالله في رابغ مستقبلاً رافداً آخر لميناء جدة الإسلامي أمام القادمين لزيارة الأماكن المقدسة عبر البحر بأقل تكلفة، وأكثر سرعة.
قطار الحرمين أخذ وقتاً وجهداً ومالاً تحمله صندوق الاستثمارات العامة، وعوائده الحقيقية هو الوصول إلى 30 مليون معتمر بحلول 2030، فضلاً عن الحجاج، بما يعزز البند أولاً من رؤية المملكة بأن تكون العمق العربي والإسلامي، إلى جانب أن المشروع فرصة لتوظيف السعوديين من الجنسين في مسارات عمل جديدة، ومتعددة المسميات الوظيفية والمهنية، وفرصة أكبر لتوطين صناعة القطارات بما يضيف قيمة أكبر للمحتوى المحلي، كما يمنح المشروع الثقة أمام المستثمرين المحليين والأجانب للدخول في مشروعات السكك الحديدية في المملكة، حيث تمثّل واحدة من أهم مشروعات الجذب في مملكة مترامية الأطراف.
مشروعات السعودية الجديدة استثنائية، ونوعية، وذات جدوى على المدى القصير والبعيد، وترسم ملامح وطن مختلف، ومتعدد الاستثمارات، والخيارات، وتبني مع ذلك إنساناً طموحاً وشغوفاً بالمشاركة والنهوض إلى حيث المكان الذي يليق به.
د. أحمد الجميعـة
(الرياض)