العثور على أقدم “جبن” عمره 3200 عام في مقبرة فرعونية
عثر فريق من باحثي الآثار المصرية قبل عدة سنوات على عدد من الجرار المكسورة في قبر فرعوني قديم، وفى صدفة مثيرة وجدوا مادة بيضاء غامضة تطلبت إجراء دراسات وبحوث لكشف مكوناتها.
ونجح الفريق وبعد ثماني سنوات من البحث في الكشف عن لغز المادة البيضاء، حيث تم تسجيل أقدم جبنة في العالم لتصبح مصرية، بعد العثور عليها في أحد مقابر منطقة سقارة الأثرية.
وكشف تحليل حديث فى “جورنال أناليتيكال شميسترى” أن الأمر يتعلق بجبنة يصل عمرها إلى 3200 سنة.
وبحسب ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الشهيرة، فإن الجبنة التي عثر عليها في مصر هي أقدم مادة من نوعها في العالم، رغم كشف مواد غذائية مشابهة في قبور فرعونية.
وقال الباحث المساعد في جامعة بكين، وهو المشرف على البحث التاريخي، إنريكو غريكو، إن علماء الآثار رجحوا البداية أن تكون المادة البيضاء عبارة عن غذاء، بالنظر إلى طريقة حفظها ووضعها داخل القبر.
وتم العثور على قطعة الجبن داخل قبر شخصية مرموقة عاشت في مصر خلال القرن الثالث عشر قبل البلاد، وتم اكتشاف القبر أول مرة سنة 1885 لكنه اختفى بعدها بسبب حركة الرمال، وأعيد اكتشافه مرة أخرى سنة 2010.
ودأب المصريون القدامى على وضع الجبنة وأغذية أخرى في قبور وجهاء الموتى، وعثر باحثون على مواد كثيرة مثل العسل خلال عمليات استكشاف سابقة.
ورجح الباحثون أن تكون قطعة الجبن التي وضعت في قبر الشخصية الفرعونية قد فسدت بصورة سريعة جدا بعد دفنها إلى جانب الراحل.
من جهته قال بول كيندستيدت، الأستاذ بجامعة فيرمونت، وهو باحث يدرس تاريخ الأجبان، إن علماء آثار آخرين عثروا في مناسبات سابقة على بقايا مواد غذائية دهنية في قبور مصرية قديمة يعود تاريخها إلى 7 آلاف سنة قبل الميلاد.
وفى 1942، قال باحثو آثار إنهم عثروا على مادة بيضاء يشتبه في كونها من الجبن، وأوضحوا وقتها أن البقايا التي يعود تاريخها إلى 3200 سنة قبل الميلاد لم تكن لها أي رائحة، كما أن لها مذاقا شبيها بالغبار.