كل واحد يعطيك من رأسه صوت!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
قبل أيام مررت بجهة من الجهات لمعاملة اعتقدت أنها لا تأخذ سويعات كما هو حجم المعاملة، في هذه الجهة قابلت صنفين، الصنف الأول: يريد أن يساعد ولكن لا يعرف الطريقة، والصنف الثاني: يقدم لك الرأي بلا تفكير ولا رويّة! الله يعينك المعاملة تحتاج أيام ولابد من مراجعة الوزارة! المعاملة ليست عندنا بل في القسم الفلاني! وفي العادة يكون ذلك كله مجرد إضاعة للوقت والجهد وما يتبعهما!
بالنسبة لمعاملتي العزيزة بعد يوم من الاستشارات والاتصالات، بل والتورية عندما يخبرك أحد زملائهم بالمسار الصحيح بشرط ألا تخبرهم حتى لا يقع في الإحراج أو تصطدم بلا! فتضطر لتقول لهم بكل أدب إن تمكنت: ما رأيكم بهذه الطريقة فقد وصلتني من أحد العاملين في الوزارة، وبالفعل نجحت الخطة وتم حل المشكلة من الغد!
وتحدثني مريضة أنها تعبت في العيد، وراجعت أكثر من مستشفى حكومي وخاص، فوجدت أن كل واحد يعطيها من راسه تشخيصاً، بل ويتخذ قرارات، وبعد شهر من الالام والأدوية وجدت من يقول لها: أنت تعانين من كذا وتحتاجين كذا، وبالفعل عالجت بعد الشهر وشفيت بفضل الله!
ليست القضية في عدم المعرفة، فلكل منا جوانب جهل! حتى المتخصص توجد أمور في التخصص قد لا يكون متمكناً منها، ولكن القضية في امتلاك الجرأة على طرح الرأي حتى ولو كنا لا ندرك جميع جوانب القضية التي نبحث لها عن الحل!
الكلمة التي نستسهل إطلاقها، فنقول لشخص: فيك المرض الفلاني! معاملتك تحتاج إلى كذا! الحل عندي!
في أحيان كثيرة تقول لنا: لو كنت موفقاً لم تقلني!
فقد تسببنا من خلالها بضرر بشر وإرهاقهم، وتضييع أوقاتهم، وقد يتبع – وكثيراً ما يتبع- ذلك دعوات وآثام لا قِبل لنا بها!
ما المطلوب؟!
المطلوب باختصار: أن نترك الادعاء ومحاولة اثبات النفس على حساب الآم وأوقات الآخرين! وألا نقدم التعقيد وإساءة الظن على غيرها في طرح الرأي، وأن ندرك أن أهميتنا لا يمكن إثباتها بالآراء المدمرة، وأن نقنن نظام “الفزعة” إن كانت كذلك، فلا نبادر إلا فيما نعرف حتى لا تنقلب إلى ضدها!
والأهم أن نتعلم قول: لا أدري! لما لا ندري عنه!
د. شلاش الضبعان
(اليوم)