تركي الفيصل :”حماس” تتحمل مسؤولية مجازر غزة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الرياض – عناوين:
حمًل الأمير تركي الفيصل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع فى قطاع غزة وتبعات ما يحدث من مجازر، عازيا ذلك إلى “لتكرارها لأخطاء الماضي، عبر إرسالها للصواريخ عديمة الأثر إلى إسرائيل”.
وقال الفيصل ، فى مقال نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم السبت : “كررت حماس أخطاء الماضي، فإن الصواريخ التي ترسلها على إسرائيل – حتى إذا وصلت إلى تل أبيب – لا تشكل أي خطر على إسرائيل ولكنها تعرقل القضية الفلسطينية، فالتفاوت الكبير بين عدد الإسرائيليين المقتولين من جرّاء صواريخ حماس وعدد الفلسطينيين الذين يُبادون من قبل قوة النيران الإسرائيلية المتفوقة والغاشمة كافٍ لإثبات ذلك”.
وأضاف :”إن قبول حماس ثم رفضها، ثم زعمها السعي وراء بعض التعديلات على المقترحات المصرية، منح نتنياهو ما كان يصبو إليه منذ البداية، أن يبدو أكثر عقلانية ويستند إلى مبررات معقولة في تهديداته المتبجحة. إن معرفة أن أهل غزة سيتعرضون لسفك الدماء الوحشي والمعاناة، كان يجب أن تحد من غطرسة حماس لكنها لم تفعل. وكذلك استعداد حماس للتسبب في قدر كبير من المعاناة قبل العودة الحتمية إلى «الهدنة»، أو وقف إطلاق النار، يظهر بجلاء هوة اللامبالاة التي سقطت فيها حماس. كما أن تماهي حماس مع الموقفين التركي والقطري هو أيضا سوء تقدير آخر. فقيادات هذين البلدين تبدي اهتماما أكبر للكيفية التي يمكن أن تحرم بها مصر من دورها القيادي الشرعي، بدلا من منع نتنياهو من إنزال الموت والدمار على أهل غزة”.
وتابع أن معرفة أن أهل غزة سيتعرضون لسفك الدماء، كان يجب أن يحد من غطرسة حماس، ويوقفها عن إرسال الصواريخ المعرقلة للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن صواريخ حماس لا تشكل أيّ خطر على إسرائيل، حتى لو وصلت إلى تل أبيب.
وندد الفيصل بتوافق حماس مع الموقفين القطري والتركي، لافتا إلى أن تركيا وقطر تهتمان بحرمان مصر من دورها القيادي أكثر من منع إسرائيل من تدمير غزة.
وعبر عن أمله بأن ينجح الفلسطينيون مستقبلا في إيجاد قيادات أكثر حذرا، خصوصا بعدما كان يفترض أن تؤدي المصالحة الفلسطينية إلى التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
كما حمّل الفيصل التعنت الإسرائيلي مسؤولية ما آلت إليه القضية الفلسطينية، قائلاً: أوضحت الأحداث المأساوية الأخيرة، بما لا يدع مجالاً للبس، أن الحكومة الإسرائيلية ألزمت نفسها وشعبها والشعب الفلسطيني بحالةٍ من الصراع، وسفك الدماء، والمعاناة المستمرة، بسبب تجاهلها مبادرة السلام العربية,. فعندما أحبط نتنياهو جهود جون كيري، الرامية إلى إعادة المفاوضات بينه وعباس بالرفض المستمر، كان حتمياً إعادة تشغيل الأسطوانة المشروخة من القتل والقتل المضاد مرة أخرى وأخرى.
وأضاف :”وبناءً على اتهامات نتنياهو الفورية، وغير المثبتة حتى الآن، بأن “حماس” اختطفت وقتلت المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة، الأمر الذي أدّى بقوات الأمن الإسرائيلية إلى أن تعيث رعباً وفساداً في الضفة الغربية، وتعتقل المئات، بما في ذلك أعضاء من حركة حماس في الجمعية الوطنية الفلسطينية، كما جرى قتل عددٍ من الفلسطينيين خلال تلك العملية، وأدّى قتل وحرق الفتى الفلسطيني – رحمه الله – من قِبل المستوطنين الإسرائيليين، إلى تفاقم الوضع وازدياد سفك الدماء”.
وقال الفيصل إنه كان يأمل أن تسفر مبادرة السلام العربية عن وضع حد للعداء بين إسرائيل والعالمين الإسلامي والعربي مشيرا إلى مقالة كتبها في بداية هذا الشهر لصحيفة “هارتس”، إلا أن الأحداث الحالية وأدت آماله بإقامة علاقات طبيعية بين شعوب الشرق الأوسط.
ولفت الأمير تركي إلى أن مواقف أمريكا وبعض الحكومات الأوربية جعلت إسرائيل تواصل اعتداءاتها على غزة، خصوصا وأنها استمرت في دعم نتنياهو في اعتداءه الهمجي، معبرا عن تضامنه غير المحدود مع غزة.