اليمن وشعبه الكريم.. بين إنسانية المملكة وإرهاب ميليشيا الحوثي
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
وقوف المملكة مع اليمن وشعبه الكريم لن يتوقف حتى تعود الحكومة الشرعية لممارسة أعمالها السيادية من العاصمة اليمنية صنعاء.. فهذا الذي من أجله بدأت عاصفة الحزم/ الأمل، وهذا الذي من أجله صدرت تسعة قرارات من مجلس الأمن وسبعة من بياناته الرئاسية..
إنسانية المملكة تجاه أبناء الشعب اليمني ليس لها تاريخ بداية محدد ولن يكون لها تاريخ نهاية. إنسانية المملكة تجاه شعب اليمن نابعة من أخوة الدين ووحدة المصير. إنسانية المملكة قامت على مبادئ وقيم الدين الإسلامي لتقدم من غير حساب وتبذل ما تستطيع من غير انتظار الرد وتقدم ما تملك من غير تصريح أو إعلان احتراماً لمشاعر أبناء الشعب اليمني وتقديراً لظروف المحتاج منهم. إنسانية المملكة جعلها تفعل الكثير وتقدم ما هو أكثر من غير منةٍ ودون كشف حساب. هذا ما كانت تقوم عليه سياسات المملكة في البذل والعطاء وهكذا عهد عنها خلال تاريخها الطويل. فشعب اليمن الكريم يستحق من يقف معه، ويستحق من يقدم له يد العون والمساندة والمساعدة كما فعلت المملكة خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة.
وفي الوقت الذي نجد فيه معظم أبناء الشعب اليمني يُثمن مواقف المملكة الإنسانية، نجد ميليشيا الحوثي الإرهابية تقابل هذه المواقف الأخوية والإنسانية بالنكران والجحود وتعمل على تعطيلها وإيقافها بشتى الطرق وبكل الوسائل والأساليب غير المشروعة. ميليشيا الحوثي الإرهابية حاربت مواقف الأخوة والإنسانية رغبة منها في إذلال شعب اليمن وإظهاره بمظهر المحتاج لقادتها الانتهازيين. ميليشيا حوثية تسعى لإفقار شعب اليمن مادياً وتفكيكه اجتماعياً وبث روح الانهزامية بين أبنائه. سياسات تخريبية وهدامة خططت لها وعملت عليها وسعت لتطبيقها على أرض الواقع ميليشيا الحوثي الإرهابية بغرض إيقاف دعم المملكة الإنساني وعزل اليمن عن محيطه العربي؛ فهل نجحت في تحقيق أهدافها الهدامة ونواياها البغيضة؟
أحداث الواقع تقول إن إنسانية المملكة تجاه اليمن مستمرة ولم ولن تتوقف، بل وازدادت خلال الثلاث السنوات الماضية. فمن دعم إنساني يقدم عبر صناديق تنموية حكومية، إلى دعم مشروعات إنسانية غير محدودة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. عمل إنساني ممنهج يرد ويجيب بشكل مباشر على سلوكيات الهدم والتخريب التي تمارسها ميليشيا الحوثي الإرهابية.
فعلى سبيل المثال، تثبت إحصاءات مشروعات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في الفترة من مايو 2015م إلى فبراير 2018م أن عدد المشروعات التي قامت بها المملكة في اليمن بلغت 203 مشروعات تنوعت بين مختلف القطاعات الصحية والتعليمية والأمن الغذائي والمياه والتغذية والإيواء والتعافي المبكر ودعم وتنسيق العمليات الإنسانية والاتصالات والحماية والخدمات اللوجستية وغيرها من قطاعات بتكلفة تقارب المليار دولار. فإذا كان هذا العمل الإنساني الكبير فقط عبر جهة واحدة فقط من جهات الدعم وهو مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، فكيف لو أردنا أن نستذكر الجهات الأخرى المتعددة التي يقدم عبرها الدعم الإنساني لليمن وشعبه الكريم.
هذا العمل الإنساني المتقدم الذي تقدمه المملكة لم يكن محل رضا ميليشيا الحوثي الإرهابية التي أغاضها كثيراً هذا الدعم الكبير الذي ساهم في رفع الكثير من المعاناة عن أبناء الشعب اليمني وجعلهم أعزاء بعيداً عن إذلال ميليشيا الحوثي لهم. فكان أن خططت للانتقام من شعب اليمن باستهداف المملكة بمختلف الطرق والوسائل والأساليب التي تملكها لكي توقف بأي شكل من الأشكال المساعدات الإنسانية والدعم الكبير الذي تقدمه المملكة لأبناء الشعب اليمني. لذلك عملت على استهداف الأراضي السعودية بالمقذوفات العسكرية التي تجاوز عددها الستة والستين ألف مقذوف عسكري حتى 29 يناير 2018م، وذلك بحسب المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وبالإضافة لاستخدام المقذوفات العسكرية، استعانت ميليشيا الحوثي الإرهابية بالنظام السياسي الإيراني لمساعدتها أولاً في إيقاف الدعم الإنساني الذي تقدمه المملكة لليمن وشعبه، وثانياً في رغبتها كميليشيا في استمرارها بإهانة اليمن وشعبه وذلك باستخدام الصواريخ الباليستية لاستهداف أراضي المملكة واستهداف الأقاليم الآمنة في اليمن. هذه الاستعانة التي قامت بها ميليشيا الحوثي الإرهابية بالنظام الإيراني مكنتها من إطلاق 104 صواريخ باليستية على مختلف المدن في المملكة، بما فيها استهداف مكة المكرمة، وذلك بحسب تصريح المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن في 26 مارس 2018م.
وفي الختام من الأهمية القول إن وقوف المملكة مع اليمن وشعبه الكريم لن يتوقف حتى تعود الحكومة الشرعية لممارسة أعمالها السيادية من العاصمة اليمنية صنعاء. فهذا الذي من أجله بدأت عاصفة الحزم/ الأمل، وهذا الذي من أجله صدرت تسعة قرارات من مجلس الأمن وسبعة من بياناته الرئاسية. أما استهداف المملكة فلم ولن يثنيها عن القضاء على الميليشيا الإرهابية في اليمن، ولم ولن يثنيها عن الوقوف مع اليمن وشعبه الكريم، ولم ولن يثنيها عزم عن حماية أمنها الوطني.
د. إبراهيم النحاس
(الرياض)