نووي المملكة وهتلر العصر!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
«سنمتلك القنبلة النووية بأسرع وقت إذا أقدمت إيران على هذه الخطوة» و»إيران ليست نداً للمملكة العربية السعودية» كانت تلك العبارات ضمن التصريحات التي أدلى بها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لشبكة CBS الأميركية، ووضعت إيران في حجمها الطبيعي.
قبل سنوات تساءلت في هذه الزاوية: ماذا نُريدُ من إيران.. وماذا تريدُ إيران منّا؟! يذكر الأمير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية -سابقاً- في لقاء معه ضمن فيلم وثائقي أن الملك فهد -رحمه الله- كان يريد من إيران فقط كف الأذى. ليس طموحاً للعرب أن تكون إيران ضمن مصالحهم لأن إيران تنطلق من جذور تاريخية وتريد أن تكون إمبراطورية تَأْمُر ولا تُؤْمَر، وتكون هي المدبر الرئيس لكل صغيرة وكبيرة في العالم العربي. وإيران ليست سباقة للتعامل مع العرب بلباقة، بل هي كانت ولا تزال تدعم الحركات الإرهابية والانفصالية، من العراق إلى لبنان عبر حزب الله إلى منطقة الخليج، هي لا تدعم الحقوق بل تدعم أي أمر يعزز من الاضطراب الداخلي العربي لهذه الدولة أو تلك.
في كتاب: «إيران.. تحديات العقيدة والثورة» الذي كتبه بالاشتراك: «مهدي شحادة، وجواد بشارة» جاء فيه: «المؤسف أن إيران الثورة لم تعمد لاحقاً إلى تصحيح الوضع الخطأ الذي ورثته من نظام الشاه، بل اعتمدت سياسة كانت في إطارها العام معادية للعرب بشكلٍ عام، ولدول الخليج بشكل خاص، حيث تدخلت في الشؤون الداخلية لهذه الدول، وهددت بانتهاك سياداتها».
حاولت إيران أن تستغل الأرض السعودية لتصدير الثورة بكل حمولتها العسكرية والفكرية، ولكنها لم تستطع، والتجارب التي خاضتها الاستخبارات الإيرانية في الثمانينات أخفقت وبادت وفشلت، حيث كانت تستغل المواسم المقدسة لتأجيج الطائفية ونزع فتيل التعصب والاصطفاف. وحين كشف الأمن السعودي سنة 1986 خلال التفتيش الجمركي وجود أكثر من خمسين كيلو غراماً من مادة C4 عالية التفجير في حقائبهم كانت إيران تريد من خلال أدواتها العبث! وحول هذه الحادثة: «اتهم السيد أحمد الخميني في لقاء مع صحيفة الزمان العراقية نشر بتاريخ 30-9-2003 جهاز الاستخبارات الإيراني بأنه المسؤول عن تهريب المتفجرات لمكة المكرمة». (انظر كتاب: الشيعة السعوديون-إبراهيم الهطلاني ص222). من هذه الحادثة ومثيلاتها يظهر معنى تصدير الثورة الإيراني، إنه ليس تصديراً دينياً، وإنما الترويج لأيديولوجيا سياسية غلّفت ببعض المفاهيم الدينية.
عداء النظام الإيراني للمملكة يفسره «فوبيا» النظام الإيراني المتنامي من المملكة والعرب؛ فالدول المحترمة لا تعنى باغتيال السفراء، ولا بزرع شبكات التجسس، ولا بالتدخل في شؤون الدول الأخرى، ولا برعاية الإرهاب ودعم الجماعات الإرهابية لتنفيذ السياسات الخارجية التي لا تعرف منها إيران سوى مخططاتها التآمرية.
فالمملكة خططها تنموية، وخطط النظام الإيراني توسعية والسيطرة على كل أرض عربية، والمملكة بالتأكيد لديها مشروع ولكنه مشروعها الوطني السعودي وإيران كذلك لديها مشروع، ولكن الفرق بين المشروعين أن إيران تتعامل مع الدول خارج نطاق سياداتها! فالمملكة تتعامل في نفوذها من خلال الأعراف الدولية، عبر رؤساء الدول أو نوابهم، بينما إيران تتعامل مع الجماعات والتنظيمات الإرهابية أو أدواتها المناصرين لها في هذه الدولة أو تلك التي تتدخل في شؤونها وتستهدف استقرارها وأمنها.
وصدقاً حينما قال سمو ولي العهد: «إيران ليست نداً للمملكة العربية السعودية».
بينة الملحم
(الرياض)