الكويت.. قصتهم شنو؟
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
خلال زياراتي المتكررة لعدد من بلاد الله الواسعة، وجدت أن دولة الكويت هي الدولة الوحيدة من دول الخليج التي يستطيع شعبها أن يعيش اكتفاء داخليا. كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ ولماذا الكويت وحدها التي تستطيع الاكتفاء من دون الحاجة إلى الاستيراد من الخارج؟ الحقيقة التي لن تصدم أحدا، وخاصة الذين يزورون الكويت دائما، أن هناك ما يقرب من 80 % من المطاعم صناعها كويتيون. العطور التي تملأ المتاجر والمحلات التجارية معظمها قام بها شباب من أهل الكويت. العديد من الملابس أيضا يقوم بها عدد من سيدات وآنسات الكويت. حتى أبسط الأشياء التي تتخيلونها، الحلويات التي تباع عبر الانستقرام والمحلات التجارية، قامت بها كويتيات، بعضهن يبعنها من منازلهن، والبعض الآخر اللائي يمتلكن موردا ماليا لديهن محلات تجارية يبعن من خلالها أفضل أنواع الحلويات التي لن تذوقها في باريس أو لندن أو حتى نيويورك.
شباب الكويت صنعوا بصمة جعلت الكويت تأخذ منعطفا كبيرا في الاقتصاد، يختلف تماما عما يحدث في بقية دول الخليج. حينما يذهب السياح إلى الكويت فهم يبحثون عن المستحضرات التجميلية الكويتية، حيث إن هناك سوقا موجودا في المباركية، وهو السوق الشعبي الشهير في الكويت، يتم من خلاله بيع مستحضرات التجميل ذات الصناعة الكويتية، وقريبا ستصبح هذه المستحضرات عالمية، تضاهي أباطرة صناع «الماكياج» في فرنسا وغيرها من الدول المنتجة لمستحضرات التجميل.
العمل التجاري في الكويت نشط جدا منذ خمسة أعوام. الجميل أنه نشط بسبب أفكار الشباب، والعديد من نشاطاتهم جديدة ومستحدثة، ولم يتم نسخها من أي أفكار أجنبية. على سبيل المثال تطبيق «بوتيكات»، الذي يعرض حصريا أفضل العطور ومستحضرات التجميل وكل ما يخطر على بال المرأة، فبدلا من أن تذهب إلى السوق، يمكنها الدخول على حساب أي من الشهيرات اللاتي تتابعهن عبر برامج التواصل الاجتماعي، لتختار ما يليق بها. وقد صرح الشاب عبدالوهاب العيسى مالك موقع «بوتيكات» في أحد البرامج الشبابية أيضا بأن التطبيق تم تصنيعه كاملا بأيد كويتية.
ترى ما السبب الذي دفع الشباب إلى الإبداع والابتكار والنجاح أيضا؟ ببساطة أن الحكومة الكويتية تدعم مثل هذه المشاريع بمبالغ كبيرة، بعد أن يقدم الشباب رؤيتهم إلى المسؤولين حتى يحصلوا بعدها على قرض لبدء مشاريعهم. هناك مشاريع عديدة لا يمكنني حصرها في مقال واحد. شباب الكويت وصلوا حتى لصناعة المبخر. على سبيل المثال، لم يعتمدوا على ما يأتي من جمهورية الصين، ولكن الفتيات والشباب قاموا بصناعة كويتية لشتى الأنواع من المباخر وبأشكال جميلة تتناسب مع المجتمع الخليجي، فهناك مباخر للشعر ومباخر للملابس وأخرى للبيت. الكويت بدأت تدخل مرحلة تاريخية اقتصادية مهمة. أما العطور فحدث ولا حرج. حينما تذهب إلى السوق في الكويت فأنت تحتار في اختيار العطور ذات الصناعة الشبابية الكويتية، حتى إنك بعد أن تستخدمها لا تفكر بعدها في شراء العطور الفرنسية. الكويت تفعل، تقف على قدميها، تحارب، تكافح، تبني، تتقدم، تعاصر المستقبل.
ومن هنا أتمنى من الشباب في السعودية عدم حصر أفكارهم في صناعة «البرجر»، واختيار أفكار جديدة، فقد مللنا من الطعام السريع، ونريد أفكارا شبابية عظيمة.
قواعد لنجاح أصحاب المشاريع الصغيرة
اجعل تفكيرك أعمق من أن تقود سيارة أوبر أو كريم، والتنفيذ الصحيح لفكرة الشركة الناشئة أهم من الفكرة بحد ذاتها
تعمق جيدا في الأعمال التي تجيدها ولا تخف من المغامرة، وتذكر أنه ليس من المهم التمويل فقط، بل نوع التمويل هو الأهم
آمن بالفشل وحول شغفك إلى عمل ربحي
رأس المال البشري هو المصدر الرئيس للتنمية الاقتصادية، وأنت لا بد أن تكون منه
سارة مطر
(نقلاً عن مكة)
“معندكيش” سالفة يا اختاه.