الشاب الفلسطيني الذي تسلق مبنى في غزة ونكس العلم القطري، وهؤلاء الفلسطينيين البسطاء الذي تهجموا على محمد العمادي؛ السفير القطري ورشقوه بالأحذية حتى سقط أرضا؛ وهو من جاء يعتقد أنه سيقابل بالاحتفاء.. لماذا فعلوا ذلك؟ سؤال قد يتبادر في ذهن كل من شاهد المقاطع التي نشرتها وسائل الإعلام المرئية وتداولها نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي.
لا شك أن البسطاء في غزة قد سئموا من الكذب، وقد ملوا من استغلال حكومة القطرية وتنظيم الحمدين لهم، ولم تعد تنطلي عليهم لغة آلاتها الإعلامية، ولم يعودوا يكترثون بما يعلن من دعم بل بما يصلهم، وشعروا ــ كما شعر غيرهم من الشعوب العربية ــ أن حكومة الدوحة تستغلهم كما تستغل غيرهم في تحقيق أهدافها السياسية التي لا تتقاطع مع أهدافهم ولا مع مصالحهم، وأن دعم حزب الإخوان في غزة ممثلا في حركة حماس بالريال القطري، ليس دعما لهم، وأن المال الذي يصل إلى غزة يذهب إلى جيوب قادتها وعائلاتهم وأقاربهم، وأرادوا من خلال إهانتهم العمادي توجيه رسالة لحكومة قطر تقول: لقد فاض الكيل، وأفعالكم لم تعد مقبولة، وما بعد رشق سفيركم بالأحذية ليس كما قبله.
في الشارع العربي وعي غير مسبوق، والأوراق بدأت تتكشف، واللعب على المكشوف أصبح واضحا، وما كان خافيا بالأمس أصبح ظاهرا اليوم، فلعبة التناقضات التي تمارسها قطر في المنطقة بدت واضحة للكل، ولسان حال المواطن الفلسطيني في غزة يقول بصراحة “كيف لك أن تعلن دعمي والوقوف معي وأنت في الوقت نفسه تقيم علاقات واستثمارات مع إسرائيل التي تمطر أرضي بصواريخها وقنابلها وتقتل في كل يوم أبرياء من أبناء جلدتي؟”.
حادثة الطرد والرشق بالأحذية التي تعرض لها السفير القطري، وتمزيق اللافتات الترحيبية بالضيف، وتنكيس علم بلاده، لها دلالات عدة وغير مسبوقة، فالفلسطينيون في غزة ولد لديهم يقين أن الدعم القطري لحماس لم يكن في يوم دعما لنضال هذا الشعب الكريم، بل هو شراء ولاءات ودعم لمزيد من الانقسام في صفوف الفلسطينيين لتحقيق مصالح سياسية ضيقة، ومتاجرة فاضحة وواضحة بالقضية الفلسطينية التي راوحت مكانها عقودا من الزمن بفضل حالة الانقسام بين مكوناتها، التي يغذيها الساسة في قطر ومعلموهم من ملالي إيران.
أهل غزة لقطر: لقد فاض الكيل
منذ 7 سنوات ,21 فبراير 2018
منجزات
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
سطام الثقيل
(نقلاً عن الاقتصادية)