تطورات في قصة امرأة حامل منذ 9 سنوات
وضع أطباء، حداً للجدل والحيرة اللذين سيطرا المغاربة مؤخرًا، على خلفية انتشار مقطع فيديو لامرأة منتفخة البطن تزعم أنها حامل منذ 9 سنوات، وتصف حالتها بـ(المعجزة من عند الله).
وقالت نعيمة، إن قصة معاناتها بدأت عام 2009م، حينما اكتشفت أنها حامل وتابعت فترة حملها بشكل عادي، وكانت تتردد على المستشفى لمراقبة تطور حملها، واكتشفت أنها ستنجب ابنًا، إلا أنه اختفى بعد إتمامها 7 أشهر من الحمل حسبما تزعم.
وتزعم نعيمة، أنها لا تزال حتى اليوم تحمل ابنها الذي تدعوه (بدر الدين) في أحشائها، وهو يبلغ 9 سنوات من العمر، وهو ما يفسر ـ على حد قولها ـ الانتفاخ الكبير لبطنها وحركاته القوية والغريبة؛ إذ يتجاوب معها ومع كل من يوجه له الحديث.
من جهته، نفى مدير المستشفى الإقليمي بمكناس شمال شرق البلاد الدكتور نبيل الزويني، خبر حمل نعيمة بجنين في سنته التاسعة.
وقال في تصريح لموقع (الأحداث المغربية)، إنه تم إخضاع المرأة لفحوصات مخبرية وتكميلية بمستشفى أزرو، ولاحقًا بمستشفى محمد الخامس بمكناس، على يد طواقم طبية متخصصة، ليتبّين عدم وجود أي حمل.
وكشف أن نعيمة تعاني حالة مرضية نفسية نادرة تصيب 6 نساء من بين 22 ألف امرأة، مبيناً أن في هذه الحالات يكون الاقتناع راسخًا وقويًّا بوجود حمل رغم غياب الجنين، وهو ما يسمى (الحمل النفسي).
وأضاف: أن هذه الحالة تعاني منها النساء اللائي تكون لديهن رغبة جامحة في الإنجاب، أو العكس تمامًا، مع وجود اضطرابات نفسية.
وأردف: في أغلب هذه الحالات، يطاوع الجسم العقل الذي يأمر الغدة النخامية بإفراز الهرمونات التي تسبب أعراض الحمل.
وتابع “في 60 إلى 90% يكون هناك زيادة في الوزن وانتفاخ في البطن، وفي الحالات القصوى يكون الانتفاخ واضحًا كحالة حمل في الشهر الثامن، مع انقطاع العادة الشهرية ليصل مداه إلى الإحساس بتحرك (الجنين)”.
ومضى يقول: “كما تمت مصادفة حالات عبر العالم تقوم المرأة فيها بتحريك بطنها لإقناع من حولها وتفادي سخريتهم، ومع تكرار العملية يصبح التحكم في حركات البطن مثيرًا ومبالغًا فيه لحد الغرابة”.
أما عن الأسباب، فقال الدكتور الزويني إنها “متعلقة بما هو نفسي محض”، موضحًا: “حيث نجد أغلب الحالات قد تعرضت لإجهاض مبكر غير إرادي مع الرغبة الملحة في الإنجاب، وفي معظمها يتم التخلي عن الفكرة مع أول فحص إيكوغرافي يشخص عدم وجود حمل”.
وزاد: “لكن مع وجود اضطرابات نفسية قوية، ترفض المرأة التخلي عن جنينها الوهمي”.
وشدد الزويني على أن “العلاج يبدأ بالبحث عن أسباب تمسك المرأة بفكرة الحمل، وربط جسور الثقة مع الطبيب النفسي المعالج”.
وأكد ضرورة أن تلعب العائلة “دورًا مهمًّا ومحوريًّا لحمايتها من أي استغلال روحاني يعطي نوعًا من اللاهوتية للحالة، كمدخل لكسب الأموال من طالبي فك السحر، وإخراج الجن، ومحاربة العكس؛ وذلك ببركة الحالة الخارقة التي أمامهم”.