الإرهاب الإلكتروني.. وصناعة التطرف!

تزامنًا مع التطور التكنولوجي المدهش الذي لا يتوقف لحظة لاعتماده على استخدام الإمكانات العلمية، والتقنية، واستغلال وسائل الاتصال، والشبكات المعلوماتية، فقد كشفت دراسة حديثة لمركز «سمت» للدراسات عن حجم التغلغل الكبير للتنظيمات الإرهابية، والجماعات المتطرفة عبر المنصات الإعلامية، ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ قفز عدد المواقع المحسوبة على هذه الجماعات من «12» موقعًا إلكترونيًّا عام 1997 إلى « 150» ألف موقع هذا العام؛ من أجل استقطاب عناصر جديدة، والترتيب لعملياتهم، وتوجيه أعضائهم إلى أماكن الهجمات، ودعمهم لوجيستيا إن تطلب الأمر ذلك.

تنامي الحركات الإرهابية، وتوغلها عبر منصات الإنترنت المختلفة؛ من أجل تمرير أفكار مريضة، تحرض على العنف، والدموية، تحت شعارات دينية، أو طبقية، أو عنصرية، هو ما أكده «أندريه نوفيكوف» – مدير مركز مكافحة الإرهاب التابع لرابطة الدول المستقلة -، بمشاركة وكالة روسيا سيغودنيا الإخبارية، تحت عنوان: «مكافحة الإرهاب والتطرف في الحروب الإعلامية والنفسية.. دراسة وتحليلات وتنبؤات» في نوفمبر / تشرين الثاني 2016، إن: «التهديدات الإرهابية الأكثر خطورة في العالم المعاصر متصلة باستخدام المنظمات الإرهابية الدولية للتقنيات المعلوماتية، والخاصة بوسائل الاتصال، ممزوجة بالأساليب الإرهابية التقليدية، وتجنيد أعضاء جدد، وتدريبهم على أعمال التدمير، والتخريب، والتداخل بين التنظيمات الإرهابية الدولية، ومجموعات الجريمة المنظمة، وتوسيع ملحوظ لقاعدة التمويل الخارجي، والداخلي».

في المقابل، فإن وتيرة الهجمات الإلكترونية تزايدت، وتكررت بصورة تصاعدية، – سواء – من حيث تسهيل الاتصال بين الجماعات الإرهابية، وتنسيق عملياتها، أو من حيث المساعدة على ابتكار أساليب، وطرق إجرامية متقدمة؛ ولأنه لا يقل خطراً عن الإرهاب الواقعي؛ كونه يترجم عن طريق إثارة الفزع، والتخويف، فإن ضرورة العمل على صياغة منظومة قوانين، وتشريعات دولية تتصدى لجذور، وامتدادات الظاهرة الإرهابية في الفضاء الرقمي، أصبح حقاً مشروعاً؛ من أجل تحجيم التهديدات الإلكترونية المستقبلية، وإعاقتها في القيام بالمهام المنوطة بها.

إن نشر الأفكار المتطرفة، وتجنيد الشباب، وبث الفيديوهات المتعلقة بعمليات التنظيمات الإرهابية، أصبح خطرًا يهدد العالم – بأسره -؛ للوصول إلى أهدافهم غير المشروعة، ومن دون الحاجة إلى مصادر تمويل ضخمة. وفي النهاية يجب حجب المواقع الإرهابية، وفرض الرقابة الكافية على كل ما يقدم من خلال الشبكة؛ لمنع الدخول على تلك المواقع الإرهابية، بل وملاحقة أنشطتهم الإجرامية بأنشطة حماية، وسد ثغرات أمنية؛ للحد من احتمالات نجاح التهديدات الإرهابية – أياً كان مصدرها.

(سعد بن عبدالقادر القويعي – الجزيرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *