تشكيل مؤسسة خاصة للإشراف على الوحدات القتالية
أوروبا تدخل عصراً جديداً …قوة عسكرية موحدة و قيادة ثنائية لمواصلة الصعود
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الرياض – عناوين
مع نهاية اليوم الأول للقمة الأوروبية ، أمس الخميس، في بروكسل، بدا أن القارة العجوز دخلت مرحلة جديدة، سيكون للمحور الألماني – الفرنسي الكلمة الأخيرة في سياساتها، بعد الانسحاب البريطاني من الاتحاد الإقليمي الأهم، خاصة مع تشكيل مؤسسة خاصة للإشراف على الوحدات القتالية التابعة له، ما يعد نواة لجيش موحد.
وسيؤثر تعزيز المحور الألماني – الفرنسي على العديد من قضايا الشرق الأوسط، وفي مقدمتها البرنامج النووي الإيراني ومكافحة الإرهاب ومستقبل مناطق التوتر، خاصة في كل من سوريا اليمن و ليبيا.
وتستهدف العقوبات الأوروبية المجالات المالية وصناعات الطاقة والدفاع، وعرقلة تعامل البنوك الروسية في أسواق الاتحاد الأوروبي، والحد من حصول الروس على واردات أوروبية معينة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد تبنى العقوبات لأول مرة في يوليو عام 2014 بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، ودعم موسكو للانفصاليين في شرق أوكرانيا.
واتفق الزعماء الأوروبيون في ختام اليوم الأول من قمتهم على التعاون المشترك الوثيق في مجال الدفاع وفي محاربة الإرهاب، كما وافقوا على تمديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا لفترة ستة أشهر أخرى.
وأصدر الزعماء بيانا ذكروا فيه أنهم اتفقوا على وضع فترة ثلاثة أشهر لوضع خطة تتضمن المعايير التي سيتم بموجبها التعاون العسكري المشترك، بالإضافة إلى تقديم مشاريع ملموسة.
وسيتم تشكيل مؤسسة خاصة تشرف على الوحدات القتالية التابعة للاتحاد الأوروبي، وهو ما اعتبرته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالخطوة الطموحة جدا، متحدثة عن “تعاون نوعي جديد” بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي، على ما أفادت الإذاعة الألمانية.
وفي كلمتها ، شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على ضرورة إعطاء الأولوية لمستقبل الاتحاد الأوروبي أكثر من بريكست، في حضور رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للمرة الأولى في بروكسل منذ نكستها الانتخابية.
وأعلنت ماي التي تتعرض لضغوط قوية من كل الجهات، منذ أن خسرت غالبيتها البرلمانية أن مهمتها في بروكسل ستكون تحديد خطتها لحماية حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي بعد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، حسب ما أوردت قناة” فرانس برس”.
لكن ميركل، أقوى قادة أوروبا، أوضحت أن هذه المسألة لا تتصدر برنامج عملها ، مؤكدة على علاقات برلين القوية مع فرنسا ورئيسها الجديد إيمانويل ماكرون.
وقالت ميركل: “بالنسبة لي، الأولوية هي لتحديد مستقبل الاتحاد الأوروبي بـ27 دولة، وليس المفاوضات مع بريطانيا حول خروجها (…) نريد أن نجري هذه المفاوضات بانفتاح، إلا أن علينا أن نركز قبل كل شيء على مستقبل الدول الـ27”.
وتابعت: “أعتقد أن الدفع الجديد القادم من فرنسا، ومن ألمانيا وفرنسا، يمكن أن يكون جيدا للجميع”.
وكان ماكرون قد صرح قبل ذلك “أن الأولوية بالنسبة لي هي في مناقشة مشاريع لإنشاء صناديق، ومناقشة طموحاتنا، وتجنب الدخول لأيام عدة في نقاش حول التفكيك”، في إشارة إلى النقاش المرتقب حول مكاني نقل هيئتين تابعتين للاتحاد الأوروبي من لندن، إلى مدينتين أوروبيتين بعد قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وكان تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي قبل سنة، الأخير في سلسلة ضربات للتكتل الذي يؤكد الآن أنه تمكن من رص صفوفه.
وتعتبر مكافحة الإرهاب والتطرف من الأولويات على جدول أعمال القمة الأوروبية، في يومها الثاني، حيث يتوقع أن تركز على المنصات المستخدمة على الإنترنت ودورها في الدعوة إلى العنف.
وفي مواجهة موجة من الهجمات الإرهابية من قبل أفراد يبدو أنهم أصبحوا متطرفين من خلال شبكة الإنترنت، دعا الاتحاد الأوروبي قطاع المنصات الرقمية التي تبث محتويات عنيفة إلى الإحساس بـ”المسؤولية”.
وفي استنتاجاتها، دعت دول الاتحاد الأوروبي قطاع الإنترنت إلى تطوير أدوات للكشف وإلازالة التلقائية للمحتويات التي تحرض على العنف.
وحذر الاتحاد الأوروبي من أنه لن يتردد “إذا لزم الأمر”، في إصدار تشريعات حول هذا الموضوع. كما رحب قادة الاتحاد الأوروبي بتسريع مشاريع بناء الدفاع الأوروبي، وهو طموح يقوضه الجمود السياسي منذ عدة عقود.
ويتعلق الأمر خصوصا بالصندوق الأوروبي للدفاع، وتطوير القدرات العسكرية المشتركة، أو تسهيل نشر “مجموعات قتالية” متعددة الجنسيات خلال أزمة ما.
وعلى جدول الأعمال أيضا سبل الحماية في القطاعين الاقتصادي والاجتماعي، مثل احتواء الآثار السلبية للعولمة والتصدي لممارسات المنافسة غير النزيهة.
ويمكن أن تشمل هذه الحماية أيضا مكافحة التغيرات المناخية التي سيتباحث بشأنها القادة الـ28 بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس.