من هو المهايطي ؟
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
ذكرتُ في المقال السابق أن معنى هايطَ في معجم المعاني: أجلبَ.
وهياط: ضجاج، وشرّ، وجَلَبة.
وحتى أضِيء على الهياط والمياط بصورة أشمل . رأيت أن أتناول الهياط بطريقة أشملَ، وأدقّ في ذات الوقت.
من الصعوبة بمكان أن تجزم مئة بالمئة أن كل من أقام مناسبةً مّا، أو احتفالًا مّا، وبالغ فيه، وخرج عن المألوف من حيث الإسراف في كل شيء.
فقد يكون هذا المحتفِل قادرًا وبخاصة من حيث الملاءة الماديّة ، ومن حيث الوضع الإجتماعي ، والمكانة و…….إلى آخره.
“ولست هنا أتناول هذا الموضوع من الناحية الدينية؛ فبديهيٌّ أن التبذير، والإسراف مذمومٌ، ولاتقرّه الفطر السليمة ، وتمّ النهيُ عنه في الكتاب الكريم ، والسنّة المطهّرة”.
غالبًا ومن وجهة نظري الخاصة أنّ من يَقُمْ بمثل تلك المناسبات الكبيرة أيًّا كان نوعها، وبالغ فيها كما أشرنا إلى ذلك سابقًا وكان ذلك المحتفي من أولئك الشرائح النّخبويّة والثريّة جدًّا كما تمت الإشارة إليه كذلك، غالبًا لاينطبق عليه مسمّى مهايطي لماذا؟
لأنه متوقّعٌ أن باستطاعته ذلك وأكثر، كونه اعتاد على هذا النمط من الحياة فكل شيءٍ متاحٌ له – بإذن الله –
علمًا بأنّ الكثير من أصحاب الملاءة، والجاه، والمكانة قليلٌ مايقيمون مثل تلك المناسبات، والأسباب كثيرة لايتسع المقال لذكرها.
إذًا المهايطي المعني في المفهوم العام، والذي التصق به هذا المسمّى هو ذلك الذي خرج عن المألوف، وقفز حواجز التفكير، وأتى بما لم تأتِ فيه الأوائلُ من ممارسات احتفالية في الغالب ذات طابع فوضويّ في كل شيء، الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات لدى الكثير، سواءٌ من الحضور، أو من الغالبية التي تسنّى لهم مشاهدة هذه المناسبات، أو السماع عنها.
إذًا المجتمع غالبًا مايعني بكلمة المهايطي ذلك المُحتفي الذي يملك قرشين، وصعقته الفلاشات فأراد أن يضع له بصمة ( من وجهة نظره طبعًا) ورأى أن إقامة عمل مّا، أو احتفالًا مّا يضيف له شيئًا مميّزًا.
وكلّما بالغ في البهرجة ، والإسراف أحس بنشوة، وبهجةً يحس خلالها أنه بطل المشهد. فيدمن مثل هذه الأضواء التي ترمّم خللًا في شخصيته ليس المجال هنا لسردها.
وكذلك المجتمع يرمي بكلمة المهايطي كلَّ من تجاوز المألوف ، والعرف العام رغْم عوَزه ، وحاجته. ويضيفون لذلك كلمةً أخرى ( ليس من اللائق ذكرها ) يعنون بها أن هذا المهايطي أراد أن يضع له مكانةً في المشهد العام.
وأيضًا المجتمع يُلبس رداء المهايطة لكل من يتسوّل الإهتمام بشخصه لقيامه بأدوار تجلب الإهتمام، وليست ذات أهمية، وفائدة للمجتمع.
وكذلك ينعتون ذلك الشخص الذي يتوسّل بذوي الهيئات، والمسؤولين، والنخب، والقامات الكبيرة بالمهايطي، لأنّ الطقوس الهياطيّة التي يمارسها غريبة، ومكشوفة جدًّا لامبرّر لها.
وحتّى أكونُ موضوعيًّا ثمّ شرائح من المجتمع تَرْمي جزافًا بعض القامات بالمهايطيّة، وذلك عندما عجزوا عن مجاراتهم في الأدوار اللائقة ذات النفس العام، والمقبولة اجتماعيًّا.
وظلّوا ينعتونهم بهذا الوصف حسدًا، وغيرةً وذلك ليبرّروا عدم حضورهم في المشاهد العامّة التي يألفها المجتمع من الشيم، ومكارم الأخلاق.
فثَمّ نكرات ينزوون في المساحات الضّيقة سكن الشحُّ أفئدتهم وغالبًا ما يخالط البخل مثالب شتّى كالحسد، والغيرة تراهم يرمقون من تحلّى بمكارم الأخلاق كالجود، والندى، والفزعة، والنجدة ليرموهم بالمهايطة.
نصار العنزي
دايماً مبدع ومميز تسلم يمينك
السلام عليكم
في الحقيقه في الأونه الاخيره للاسف من هذه العينات من يضع عليه الديون لكي يقال فلان عمل وفلان سوا وهاذا بطبيعة الحال يعتبر أظطراب نفسي لا يشبع لدى الشخص الا بهذه الطريقه ولا تستطيع أقناعه حتى لو كان أنك ترا الموضوع جدا منطقي فهوه يراه من زاويه خرى
وخيرا دائما متألق بمقالاتك وتحاكي الواقع يا أبا يزيد تحياتي
دائماً مقالاتك مميزة