واشنطن تعتبر اختبار إيران الصاروخي “مرفوض تماما”
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
اعتبرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي الثلاثاء ان اختبار ايران لصاروخ بالستي متوسط المدى “مرفوض تماما”، فيما طالبت طهران واشنطن بعدم البحث عن “ذريعة” لاثارة “توترات جديدة” حيال برنامج الصواريخ البالستية الإيراني.
وتأتي هذه التطورات على خلفية العلاقات المتوترة أصلا بين البلدين بعدما أصدر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حظرا على دخول مواطني سبع دول من بينها إيران إلى بلاده.
وصرحت هايلي للصحافيين، إثر جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي بحث فيها هذا الموضوع، “لقد أكدنا أن ايران اختبرت صاروخا متوسط المدى يوم الاحد 29 كانون الثاني/يناير. هذا الامر مرفوض تماما”.
وانتقدت السفيرة الأميركية ما اعلنته ايران لجهة ان الاختبار الصاروخي لا ينتهك قرارات الامم المتحدة لان الغاية منه محض دفاعية ولم يكن هدفه حمل رأس نووي.
وقالت هايلي “يعلمون بانه لا يسمح لهم باجراء اختبارات لصواريخ بالستية يمكن ان تحمل شحنات نووية”.
واوضحت ان الصاروخ الذي تم اختباره الاحد يستطيع نقل شحنة من 500 كيلوغرام ويبلغ مداه 300 كيلومتر، مضيفة “إنه أكثر من كاف لحمل سلاح نووي”.
وتابعت هايلي أن الإيرانيين يحاولون إقناع العالم “بأنهم مهذبون” ولكن “سأقول للناس في كل انحاء العالم انه امر يثير قلقنا”.
وقالت ايضا “الولايات المتحدة ليست ساذجة. لن نبقى مكتوفي اليدين. سنطلب محاسبتهم. نحن عازمون على إفهامهم أننا لن نقبل البتة بهذا الامر”.
وناشد الاتحاد الاوروبي طهران بالامتناع عن القيام باية نشاطات “تعمق الريبة” مثل اجراء التجارب الصاروخية.
الا ان الغرب واجه تحديا من روسيا التي اعتبرت وزارة خارجيتها ان اجراء ايران لتجربة اطلاق صاروخ بالستي لا ينتهك قرار مجلس الامن حول برنامجها النووي.
وقالت موسكو، التي تحارب قواتها الى جانب القوات الايرانية في سوريا، ان طلب عقد جلسة طارئة لمجلس الامن يهدف الى “تأجيج الوضع واستخدامها لتحقيق اغراض سياسية”.
ولم تؤكد طهران او تنفي اطلاق اية صواريخ خلال عطلة نهاية الاسبوع.
وانتقد الرئيس الاميركي بشدة الاتفاق النووي مع ايران الذي ادى الى رفع العقوبات عن طهران التي اغتنمت فرصة زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت للتعبير عن استيائها من واشنطن.
وصرح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي “نأمل في الا تستخدم مسألة برنامج ايران الدفاعي ذريعة” من قبل الادارة الاميركية الجديدة “لاثارة توترات جديدة”.
وتقول ايران ان صواريخها لا تنتهك قرارات الامم المتحدة لانها لاغراض دفاعية وغير مصممة لحمل رؤوس نووية.
وقال ظريف “لقد اعلنا دائما اننا لن نستخدم اسلحتنا مطلقا ضد اي جهة الا في حالة الدفاع عن انفسنا”، وانتقد ما وصفه ب”العمل المخزي” الذي اتخذته الادارة الاميركية “بحرمان المواطنين الذين يحملون تاشيرات قانونية من الدخول” الى الاراضي الاميركية.
بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي ان بلاده اوضحت انزعاجها من التجارب الصاروخية.
واكد آيرولت ان “فرنسا اعربت مرارا عن قلقها ازاء استمرار التجارب البالستية (التي) تعيق عملية اعادة بناء الثقة التي ارساها اتفاق فيينا” حول برنامج ايران النووي.
واكد ان التجارب الصاروخية “تتعارض مع روح” قرار مجلس الامن حول الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه في العاصمة النمسوية في 2015.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس قبل مغادرته طهران قال الوزير الفرنسي ايرولت “لا بد من القيام بكل ما هو ممكن لتجنب المجازفة بحصول اي تدهور”.
واضاف “ان الاتفاق النووي تقدم مهم. قلت لمحادثي الايرانيين انه لا بد من التقيد به من جميع الاطراف بشكل دقيق، اكان من الطرف الايراني نفسه، او لجهة العقوبات التي يجب ان ترفع، وانا اعني هنا المصارف وهو جانب يخص الولايات المتحدة”.
وقال ايرولت انه فوجىء بنسبة القلق العالية ازاء مسألة منع الايرانيين من دخول الولايات المتحدة. وقال “التأثير كان كبيرا جدا على المستوى النفسي. لا بد من ان تكون ردود الفعل محسوبة”.
وكانت واشنطن دعت إلى اجتماع طارئ لمجلس الامن بطلب من اسرائيل التي قالت ان التجربة الصاروخية تنتهك قرارات مجلس الامن التي تحظر على ايران اطلاق اية صواريخ بالستية يمكن ان تحمل رؤوس نووية.
واكد سفير اسرائيل في مجلس الامن داني دانون انه “يجب على المجتمع الدولي ان لا يدفن رأسه في الرمال ازاء هذا العدوان الايراني”.
واضاف انه “يجب على اعضاء مجلس الامن ان يتحركوا فورا للرد على هذا الفعل الايراني الذي لا يعرض للخطر اسرائيل فحسب بل الشرق الاوسط بأسره”.
الا ان روسيا المحت الى انها لا ترغب في اتخاذ اية خطوات لمعاقبة ايران في مجلس الامن الدولي بشان التجربة الصاروخية.
وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف في تصريح لوكالة انترفاكس للانباء ان “مثل هذه الافعال، في حال حدثت، فإنها لا تنتهك القرار”، مشيرا الى ان “القرار 2231 الصادر عن مجلس الامن الدولي لا ينص على منع ايران من القيام بمثل هذه النشاطات”.
وقال ريابكوف ان موسكو لم تتاكد من ان التجربة الصاروخية قد اجريت.
ويحظر القرار 2231 الذي صدر بعد ايام من ابرام الاتفاق النووي ايران من تطوير صواريخ “مصممة لحمل رؤوس نووية”.
وتؤكد ايران ان صواريخها لا يمكن ان تحمل راسا نووية لانها لا تعتزم تطوير اسلحة ذرية.