تتعالى الأصوات التي تحث المواطنين العاديين على تعلُّم مهارات الإسعافات الأولية الضرورية من أجل المساعدة في إنقاذ الضحايا حال حدوث هجومٍ إرهابي.
وفي هذا السياق، أصدرت مجموعة من كبار الأطباء المدنيين والعسكريين البريطانيين تطبيقاً جديداً لمساعدة العامة في اكتساب المعرفة حول كيفية مساعدة المصابين في أي هجوم، بحسب تقرير للنسخة الأميركية لهافينغتون بوست.
ويشمل تطبيق “CitizenAID”، الذي لاقى دعماً من جانب قوات شرطة مكافحة الإرهاب، معلوماتٍ عن كيفية التعامل مع فقدان الأطراف، والجروح، والعظام المكسورة، والحروق.
تيم هودغيتس، الضابط بالفيلق الطبي الملكي البريطاني، وأحد أفراد الفريق الذي قام بتطوير التطبيق، شرح الفكرة قائلاً: “التطبيق هو خلاصة خبرة عملية طويلة”.
وأضاف قائلاً: “تمت تجربة واختبار المفاهيم الأساسية للتطبيق في عدة حوادث تضمنت إصاباتٍ مختلفة، كحوادث الانفجار، وحوادث إطلاق النار خلال النزاعات. أسلوب العلاج الذي يوصي به التطبيق يعكس تلك المهارات التي يمكن تطبيقها بواسطة العامة دون الحاجة إلى تدريبٍ طبي من أجل إنقاذ الأرواح”.
وتابع: “تظهر قيمة هذه المهارات عاماً بعد عام من خلال ارتفاع معدلات إنقاذ أرواح الأشخاص بعد تعرضهم لإصاباتٍ بالغة. هؤلاء الذين نجوا بأعجوبة اعتمدوا بالطبع على التطورات في الرعاية الطبية بالمستشفيات”.
واختتم حديثه قائلاً: “ولكن الأكثر من ذلك، هو أنهم اعتمدوا على مهارات الجنود في الإسعافات الأولية لمساعدة المصابين بالوصول إلى المستشفى على قيد الحياة. يمكن مقارنة ذلك مباشرةً بقدرة عامة الناس على التدخل لإنقاذ الأرواح، وهذا هو الهدف الأساسي لتطبيق CitizenAID. واجبنا هو نقل الخبرات الطبية التي اكتسبناها بعد عناءٍ في الصراعات الأخيرة لتعم الفائدة على العامة”.
وفيما يلي مجموعة من هذه الخبرات والنصائح:
في حالة عجز شخص ما عن التنفس
إذا فقد شخص ما وعيه، افحص مجرى التنفس لديه أولاً، ثم تخلص من أي شيء قد يعيق تنفسه.
قم بالضغط على صدره بعد أن تضع ذراعيك في منتصف الصدر، واضغط للأسفل بشكلٍ رأسي على صدره. اضغط على الصدر لأسفل من 5 إلى 6 سم، ثم خفف الضغط ليعود الصدر إلى موضعه بشكلٍ كامل. هذه تعتبر ضغطة واحدة.
كرر الأمر 30 مرة، بمعدل ضغطتين في الثانية الواحدة (وهو المعدل الذي تقول منظمة سان جون للإسعاف إنَّه يساوي سرعة أغنية Staying Alive).
بعد القيام بثلاثين ضغطة، حاول إجراء التنفس الصناعي على المصاب، وذلك بعصر أنفه بقوة. ثم خذ نفساً عميقاً وضع شفتيك على شفتيه بإحكام، وانفخ في فمه حتى يرتفع صدره. ثم أبعد فمك عن فم المصاب لتسمح لصدره بالهبوط.
استمر في فعل ذلك قدر استطاعتك أو إلى أن تصل المساعدة.
وإذا بدأ المصاب في التنفس بمفرده مرة أخرى، قم بوضعه في وضع الاستفاقة.
في حالة النزيف
إذا كان هناك شيءٌ في الجرح، كرصاصةٍ مثلاً، لا تنزعه، لأنه ربما يكون يعمل حينها كسدادةٍ للجرح.
اربط الجرح بقطعة من الملابس أو القماش الخفيف. واضغط على الجرح باستخدام إصبعك، أو بمفاصل الأصابع، أو بقبضة اليد، وارفع الجرح.
إذا فقد المصاب جزءاً من أطرافه، أو لم تتمكن من السيطرة على النزيف، استخدم المرقأة، كما هو مُوَضَّح بالفقرة التالية.
في حالات فقدان الأطراف
استخدم المرقأة في أسرع وقت ممكن (ويُمكن استخدام هذه الطريقة أيضاً في حالة حدوث نزيف شديد من الذراع أو القدم).
استخدم ربطة عنق، أو وشاح، أو قَطِّع الملابس إلى شرائط، واربط فوق مكان النزيف مباشرة.
واستخدم شيئاً مثل قلم رصاص، أو عصا، أو أي أداة من أدوات المائدة كقضيب. واربط المرقأة في هذا القضيب، ولفها بشكلٍ أكثر إحكاماً حتى يتوقف النزيف.
حافظ على المرقأة في مكانها، أو استمر بالضغط عليها. ويُمكن أيضاً ربط حزام بإحكام حول مكان النزيف.
في حالات الحروق
في حالة حدوث الحرق قبل أقل من 20 دقيقة، ضعه تحت الماء البارد لمدة لا تقل عن 10 دقائق لخفض الحرارة.
ولا تغمر الجسد كله بالماء.
وإن أمكن، قم بتغطية مكان الحرق بمادةٍ لا تحتوي على وبر، مثل لفائف البلاستيك أو أكياس البلاستيك.
في حالة وجود كسور في العظام
التشوهات الواضحة في الأطراف تدل على وجود كسر، ولكن العلامات الأخرى التي تدل على وجود كسر تشمل الشعور بالألم، والتورُّم، وصعوبة تحريك الطرف المكسور.
إن كان الكسر بالذراع، يمكن طي وشاح مربع لعمل حمالة مثلثة الشكل، أو يمكن الارتجال باستخدام قطع الملابس. وقم بتثبيت ربطة عنق في الحمالة الثلاثية، أو ضع الذراع في حافة سترة ملفوفة، أو بين أزرار معطف أو قميص.
أما بالنسبة للساق المكسورة، فضع قطعة من الملابس، أو قطعة من أية مادة ناعمة متاحة، بين القدمين، واربط القدم السليمة بالقدم المكسورة.
وقال ريتشارد هاردينغ، كبير المفتشين، ورئيس مكتب الأمن القومي البريطاني لمكافحة الإرهاب، في تصريحاتٍ لموقع BBC إنَّ مثل هذه النصائح كانت ضروريةً جداً؛ لأنه عندما يقع حادث كبير، مثل هجومٍ إرهابي، تكون أولوية السلطات التي تصل إلى مكان وقوع الحادث هي التعامل مع مرتكبي هذا الحادث.
وقال هاردينغ: “لن يكون لديهم الوقت للتعامل مع المصابين، وهذه الفجوة في الوقت مصيرية في إنقاذ حياة المصابين”.
وأضاف: “لذلك نحن مهتمون بفكرة تطبيق CitizenAID. إنه يسمح لعامة الناس الذين يتواجدون وقت وقوع مثل هذه الحوادث النادرة بمساعدة أنفسهم ومساعدة الآخرين والمقربين منهم للنجاة من الحادث”.
وشهدت التعليمات الجديدة الصادرة لقوات الشرطة في نهاية عام 2015 تغيراً في أولويات السلطات التي تصل إلى أماكن الهجمات الإرهابية، من إنقاذ المصابين إلى التعامل مع منفذي الهجمات.
ويُشَدِّد تطبيق CitizenAID على الإرشادات التي أصدرها مجلس رؤساء الشرطة الوطنية البريطاني عام 2015 حول ما يجب على أي شخص فعله في حال تواجده في مكان حدوث هجوم إرهابي.
ويُنصَح العامة باتباع قاعدة “اهرب، أو اختبئ، ثم بَلِّغ”، أي اهرب إن أمكن، أو اختبئ إن لم تتمكن من الهرب، وبمجرد أن تصبح في وضعٍ آمن، بَلِّغ الشرطة.
وحالياً، تُبقِي السلطات البريطانية مستوى التهديد في المملكة المتحدة عند درجة “خطير”، ما يعني أن وقوع هجوم إرهابي هو أمر مرجح بشدة.
