«ستاند ـ أب».. وقاحة الكوميديا!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لم يسلم أي عرض «ستاند ـ أب» كوميدي عندنا من الانتقادات، فالنسخة العربية التي استنسخها بعض فنانيه المحليين لم تختلف كثيرا عن النسخة الغربية الأصلية القائمة أساسا على استخدام المفردات الحادة والبذيئة والعنصرية والجنسية!
وكنت أنتظر أن يبدع فنانونا في ابتكار هويتهم الخاصة المنسجمة مع طبيعة المجتمع العربي المسلم، لكنهم للأسف يبدون في التقليد أكثر من إبداعهم في الابتكار، وهذا ينسجم مع تأثرنا وتقليدنا للغرب في كل شيء تقريبا!
ولا أعلم لماذا يظن بعض الفنانين الكوميديين العرب ومنهم السعوديون أن التهريج هو الوجه الآخر للكوميديا، أو لا يميزون عند عرض المحتوى نوعية الجمهور ومكان العرض وتوقيته، فما يصلح للعرض في مسرح صغير مغلق يحضره البالغون ليس بالضرورة أن يصلح لجمهور عائلي عريض في مسرح كبير في جامعة أو سوق مفتوح!
في بعض العروض التي شارك فيها فنانون أجانب في الرياض أو جدة كان لافتا أن بعض من حضروها يعانون من ضعف فهم اللغة الإنجليزية ناهيك عن عدم الإلمام بالخلفية الثقافية لكثير من النكات التي يعتمد فهمها على معرفة بتاريخ وأنماط الحياة والعادات للمجتمعات التي قدم منها الفنان ناهيك عن الإلمام بمرادفات اللغة الشعبية «السلانق»، رغم ذلك تجد البعض يقهقه حتى يكاد رأسه ينفصل عن جسده دون أن يفهم شيئا!
الخلاصة، التهريج ليس كوميديا، و«قلة الأدب» ليست فنا، مقاطع قصيرة من أفلام نجيب الريحاني يمكن أن تعلم فنانينا كيف تضحك الناس دون أن ترتدي جلباب المهرج أو تتقمص دور المنحل!
خالد السليمان
نقلا عن “عكاظ”