قطر: مصر تؤيد النظام السوري وهذا يعادل دعم “الإرهاب”
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
هاجم الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري مصر لانحيازها إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فيما انتقد إيران لتدخلها في شؤون الدول العربية.وقال الشيخ محمد في مقابلة مع وكالة رويترز “للأسف من وجهة نظرنا أن مصر تؤيد النظام … ونرجو أن تعود إلى صفنا” وأضاف أن دعم الأسد يعادل دعم “الإرهاب” “لأنه إرهابي ولأنه يقف على قدم المساواة مع داعش”.
وأكد الوزير القطري أن بلاده ستواصل تسليح المعارضة السورية حتى إذا أنهى الرئيس المنتخب دونالد ترامب الدعم الأمريكي، وذلك فيما يشير إلى تصميم الدوحة على مواصلة سياسة قد يتخلى عنها ترامب. وأضاف “إذا أرادوا تغيير موقفهم فهل سنغير موقفنا؟ بالنسبة لنا في قطر على الأقل لن نغير موقفنا. فموقفنا مبني على أساس مبادئ وقيم وعلى تقييمنا للوضع هناك”.
لكن الشيخ محمد قال في مقابلة مع رويترز مساء السبت إن قطر لن تتحرك وحدها لتزويد مقاتلي المعارضة بصواريخ تطلق من على الكتف للدفاع عن أنفسهم في مواجهة الطائرات الحربية السورية والروسية. وأشار الشيخ محمد إلى أن آراء ترامب في الشأن السوري قد تتبلور ما إن يتولى منصبه عندما يتلقى تقارير المخابرات عن “الواقع” على الأرض.
وقال إن الواقع هو أن الأسد والعنف الذي تستخدمه قواته هو الخطر الأمني الرئيسي وإن تنظيم الدولة من نتاج الحرب الأهلية وإذا لم تنته الحرب بنهاية عادلة فستظهر جماعات متطرفة أخرى.وأضاف مشيرا إلى خروج تنظيم داعش من عباءة تنظيم القاعدة “إذا لم نعالج سبب كل ذلك … ودون معالجة قضية الأسد فستظهر لنا جماعة متطرفة أخرى وستكون أشد تطرفا ووحشية.”
وقال الوزير إنه رغم احتياج المعارضة لمزيد من الدعم العسكري فإن أي خطوة لتزويدها بهذه الصواريخ المضادة للطائرات لابد وأن تقررها بشكل جماعي الأطراف الداعمة للمعارضة.وأكد الوزير القطري أن بلاده مصممة على الاستمرار، وقال “هذا الدعم سيستمر ولن نوقفه. وإذا سقطت حلب فهذا لا يعني أننا سنتخلى عن مطالب الشعب السوري”.
وتابع قائلا “حتى إذا سيطر النظام على حلب فأنا واثق أنهم (مقاتلو المعارضة) لديهم القدرة على استعادتها من النظام… نحن بحاجة لمزيد من الدعم العسكري لكن الأهم أننا نحتاج لوقف القصف وإنشاء مناطق آمنة للمدنيين”.ورأى الشيخ محمد أن الأسد هو “وقود داعش” لأن قتل قواته للسوريين هو الذي يساعد التنظيم في تجنيد الشبان السوريين في صفوفه. وقال إنه لم ير مطلقا أي جهود من جانب الأسد لمحاربة التنظيم.
وكان ترامب قد أشار إلى اعتراضه على الدعم الأمريكي لمقاتلي المعارضة مشيرا إلى أنه قد يتخلى عنهم للتركيز على محاربة تنظيم داعش، الذي يسيطر على أراض في شرق سوريا ووسطها. وقد يتعاون ترامب في مواجهة التنظيم حتى مع روسيا التي تقصف مقاتلي المعارضة منذ أكثر من عام في غرب سوريا. وقال الأسد في مقابلة نُشرت هذا الشهر إن ترامب سيكون “حليفا طبيعيا” إذا قرر “محاربة الإرهابيين”.
ويشعر بعض المسؤولين الغربيين بالقلق خشية أن تقدم دول الخليج -التي أزعجها الدعم الجوي الروسي الفعال للرئيس السوري بشار الأسد- على تزويد المعارضة بمثل هذه الأسلحة.وتخشى واشنطن من احتمال وقوع هذه الأسلحة في أيدي جماعات متشددة واستخدامها ضد طائرات ركاب غربية.
وقطر أحد الداعمين الرئيسيين لمقاتلي المعارضة الذين يحاربون الأسد وتعمل إلى جانب السعودية وتركيا ودول غربية في برنامج للمساعدات العسكرية تشرف عليه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية يزود جماعات المعارضة المعتدلة بالسلاح والتدريب.
وتعتقد قطر ودول الخليج الأخرى أن المعارضة الوطنية السنية ضرورية لتحقيق الاستقرار في سوريا، لكن هذه السياسة عرقلتها انقسامات في صفوف المعارضة والدور البارز الذي لعبه “الجهاديون” في التصدي للقوات الحكومية.ويعتمد الأسد الذي ينتمي للأقلية العلوية في الحرب، على الدعم العسكري من روسيا وإيران وفصائل شيعية .