المرأة.. مشروع فضيحة!

كل قصّة تتعلق بالمرأة تتحول إلى موضوع رأي عام.

كأن المرأة ورطة، أو جمرة مشتعلة في كفّ كل رجل.

مبالغات وتهاويل، وبمرور سريع على بضع مقالات وكتابات وفتاوى وتغريدات، تشعر فعلاً أن المرأة صارت حرجاً وخطراً! من يصفها بالجوهرة التي تحتاج إلى خزنة، والذي يرى في استقلاليتها عهراً وفحشاً، وثالث يتمنّى أن لا تقود المرأة السيارة لأنه سيفتقد مشهدها وهي تتوسله، وسيفتقد -كما يقول- نشوة موافقته على الذهاب بها طبقاً لمزاجه ورأيه! هل هذه حالة اجتماعية طبيعية؟! كل هذا أمر طارئ، وإلا كانت المرأة تُقرئ الضيف، وتحصد الحقل، وتشارك في كل المناشط الموجودة في القرية والمدينة، لأنها ليست مجرد «شيء»، يستخدم ويرمى، بل لها أهليتها وشخصيتها وإنسانيتها، وأحسبُ أن خليطاً من التطرف الفكري، والتعنت الاجتماعي، وتصاعد العنصرية القبليّة، جعلت المرأة موضوعاً محرجاً، يخاف منه الناس، بدعاوى لا أساس دينيا ولا قانونيا لها.

اللعب والعبث بإنسانية المرأة يعني العدوان على الأم والعائلة والزوجة، فهي نصف المجتمع، وهي التي أنجبت النصف الآخر، ومع ذلك تعامل على أنها مشروع فضيحة، أو مشروع إحراج اجتماعي حالي أو مستقبلي! الذي يجري فيه تدمير كبير لإنسانية المرأة وكينونتها، وحدها القوانين المنصفة المتجددة تنتصر لها على ثقافات العيب والفضيحة والحرام!

تركي الدخيل

نقلا عن “عكاظ”

رد واحد على “المرأة.. مشروع فضيحة!”

  1. يقول محمد حدله:

    هذه المرأة المقبورة أفلا يكون الخلاص لها إلا بالإباحية الجنسية، والشذوذ الجنسي، والتفسخ الأسري، وتقويض بنيان البيوت بالجريمة، ومحاربة الزواج المبكر، وفتح أبواب الإجهاض بسبب صحيح وبغير سبب؟! هل خلاصها أن تكون غانية في سوق الملذات والشهوات يستمتع بها الرجل ويستعبدها من طلوع الشمس إلى غروبها، ومن غروبها إلى طلوعها، في دور الأزياء وقاعات السينما، وشاشات التلفاز، وصالات المسارح، وشواطئ البحار والأنهار، وبيوت اللهو والدعارة، وأغلفة المجلات والصحف السيارة؟!
    بل أقول ولا أخشى لائماً: حتى في ردهات مستشفياتهم وملاحاتهم الجوية، وأستحيي أن أقول: في دور تعليمهم ومحاضن تربيتهم!! هل هذا هو سبيل الخلاص من القهر الذي ينشدون والعنف الذي يقولون؟
    إنها البيوت الخربة، والمسئولية الضائعة، حين ألقاها الرجل الغربي عن كاهله؛ فوقعت نساؤهم حيث وقعت، إهمال وتنصل من مسئولية الإنجاب والتربية؛ فأصبح ذكرهم وأنثاهم لنفسه لا لأمته، للذته لا لكرامته، فالفساد في مجتمعاتهم يستشري، والخراب إلى ديارهم يسري!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *