أحزاب مصرية تعبر عن قلقها من قانون جديد لانتخاب أعضاء البرلمان المقبل
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
القاهرة ـ رويترز :
أصدر الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور قانونا جديدا لانتخاب البرلمان في أواخر العام الحالي لكن بعض الأحزاب السياسية تخشى أن يكون من شأن هذه الانتخابات تكوين برلمان مشابه لمجلس الشعب الذي كان قائما في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
إلا أن نيابيا سابقا وأستاذا للعلوم السياسية قال إن الانتخاب الفردي أثبت نجاحه في مصر أكثر من نظام يشمل القوائم.
ومن أهم التعديلات في قانون انتخاب مجلس النواب العودة إلى هيمنة النظام الفردي للانتخاب في البرلمان وبجانبه نسبة محدودة لشاغلي المقاعد عبر القوائم.
وسيأتي 420 من شاغلي مقاعد مجلس النواب من خلال الانتخاب الفردي بينما سيشغل 120 نائبا مقاعدهم بالانتخاب عبر قوائم مغلقة مطلقة.
ومن شأن هذا النظام كما يقول سياسيون إضعاف مواقف الأحزاب السياسية التي لا تتمتع بنفوذ يذكر في الحياة السياسية.
وقال المتحدث باسم حزب الدستور الليبرالي خالد داود “ليس هذا ما توقعناه على الإطلاق وسوف يضعف الأحزاب السياسية ويسمح بعودة برلمان مشابه للبرلمان الذي كان لدينا أيام مبارك.”
وقال داود “النظام الفردي لا يسمح بالفوز إلا لمن لديهم المال والصلات العائلية والقبلية. نحن كأحزاب جديدة لا يمكننا المنافسة في ظل هذه الشروط.”
وأضاف “عدنا إلى الوضع الذي سمح لمن معهم أموال أو لهم روابط عائلية بالفوز. هذه انتكاسة حقيقية للأحزب السياسية في مصر.”
وصدر قانون انتخاب مجلس النواب في وقت متأخر مساء أمس الخميس.
وأطيح بمبارك في انتفاضة 2011 بعد انتخابات لمجلس الشعب اكتسحها مرشحو الحزب الوطني الديمقراطي وقاطعت الجولة الثانية منها أحزاب سياسية وجماعة الإخوان المسلمين وسط اتهامات بالتزوير.
وبعد الإطاحة بمبارك اكتسح الإسلاميون انتخابات مجلس الشعب التي أجريت نهاية 2011 وأوائل 2012 وأجريت الانتخابات وفق قانون سمح للقوائم الحزبية بشغل ثلثي المقاعد لكنه سمح للحزبيين أيضا بالترشح للمقاعد المخصصة للانتخاب الفردي.
وفي أبريل نيسان 2012 أبطلت المحكمة الدستورية العليا القانون الانتخابي لأنه لم يعدل بين القوائم الحزبية ومرشحي الفردي الأمر الذي دعا المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كان يدير شؤون البلاد بعد مبارك لحل المجلس.
وشغل الإسلاميون من حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي نحو 70 في المئة من المقاعد.
وهيمن حزب الحرية والعدالة على مجلس الشورى الذي انتخب عام 2012 كما انتخب رئيسه محمد مرسي رئيسا للدولة في يونيو حزيران 2012 لكن قيادة الجيش أطاحت به في يوليو تموز العام الماضي بعد احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه.
وتحتفل مصر يوم الأحد بتنصيب قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد بعد فوزه الكاسح على منافسه السياسي اليساري حمدين صباحي الشهر الماضي.
وبدوره انتقد حزب النور السلفي الذي أيد الإطاحة بمرسي القانون الجديد.
وقال يونس مخيون رئيس الحزب في صفحته على فيسبوك “أناشد… المستشار عدلي منصور ألا يختم فترة ولايته بإصدار هذا القانون المثير للجدل شكلا وموضوعا وألا يتحمل هو تبعات هذا القانون وآثاره وأن تترك فرصة لمزيد من الحوار للوصول إلى صيغة توافقية.”
وأضاف أنه يناشد منصور أن يتيح فرصة الحوار “لأهمية وخطورة هذا القانون الذي يحدد شكل ومسار وملامح الحياة السياسية في الفترة القادمة.”
لكن أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد وعضو مجلس الشعب السابق جمال زهران قال لرويترز “أنا من أنصار الانتخاب الفردي بعد أن أثبت أنه أساس استقرار الحياة النيابية والسياسية.”
وأضاف “عندنا ثلاث سوابق منذ عام 1984 تم خلالها حل البرلمان بسبب شغل مقاعد فيه بنظام القائمة. نتج عن ذلك فراغ تشريعي وعدم استقرار سياسي.”
ونقلت صحيفة الأخبار اليومية عن نائب رئيس حزب المؤتمر والمتحدث باسمه صلاح حسب الله قوله اليوم إن الحزب يتحفظ على بنود في القانون الجديد لكنه يؤيده من أجل أن تمضي العملية السياسية الحالية قدما إلى الأمام.
وقال “سنخوض الانتخابات وفقا لهذا القانون وسنعمل على تعديله في المستقبل من خلال نواب الحزب في مجلس النواب.”
وأسس حزب المؤتمر الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي يدعم خارطة الطريق التي أعلنت بعد عزل مرسي وتضمنت تعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية وانتخابات برلمانية.