قطار الرياض الدمام يودع “التوقف”.. نهائيا
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الرياض: فارس النواف
حددت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية نهاية عام 2014، كموعد زمني للقضاء على توقف قطار الركاب، الذي يربط بين مدينتي الرياض والدمام، فيما أفصح رئيس المؤسسة، المهندس محمد السويكت، في حوار مع “الوطن” عن اختصار زمن الرحلة بين المدينتين، الذي سيصبح 3 ساعات سيبدأ تفعيله في الربع الأول من عام 2015.
وكشف السويكت عن وجود نية لتحويل التقاطعات الأسفلتية لسكة الحديد والخاصة بالسيارات، إلى مناطق خضراء، وهو ما يجري العمل عليه مع الأمانات، كاشفا عن وجود خطة تطويرية تتضمن إنشاء أسواق تجارية وفنادق في محطات الرياض والدمام والهفوف وبقيق.
أكد رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس محمد بن خالد السويكت أن التطوير المزمع إحداثه على محطات الرياض والدمام والهفوف وبقيق سيحدث نقلة نوعية، كاشفا أن خطة التطوير تتضمن إنشاء أسواق تجارية وفنادق في تلك المحطات.
السويكت أكد أن مشكلة كثرة توقف القطارات بين الدمام والرياض ستنتهي بنهاية 2014، فيما أوضح أن تقليص زمن الرحلة بين الدمام والرياض إلى 3 ساعات سيتم في الربع الأول من 2015، منوهاً بأن المؤسسة ستطرح خلال شهر منافسة لتأمين أجهزة إصدار التذاكر لوضعها في بعض الأماكن العامة مثل بعض الجامعات والمراكز التجارية المشهورة والمزدحمة.
وقال المهندس السويكت إن المؤسسة تعمل على إزالة جميع التقاطعات الأسفلتية للسيارات مع الخطوط الحديدية من خلال إنشاء جسور عليها، وهذا بدوره سيلغي جميع التقاطعات التي تتجمع بها النفايات، موضحا أنه سيتم التنسيق مع الأمانات لتحويل هذه التقاطعات من مكب للمخلفات إلى مناطق خضراء.
وقدم رئيس “الخطوط الحديدية” ما يمكن تسميته “كشف حساب” عن الخطوات التي اتخذها لتحسين جودة خدمات المؤسسة.. وإلى نص الحوار:
مناطق لوجستية
عندما توليت مسؤولية قيادة المؤسسة قيل إنك كنت تتطلع إلى أن تكون إدارة العمل بفكر القطاع الخاص نفسه، فهل حققت هدفك؟
عندما تشرفت بإدارة المؤسسة كان يحدوني الأمل أن أحدث نقلة فيها على جميع المستويات وأن يكون التخطيط والعمل بفكر القطاع الخاص، ولكن مع بداية العمل وجدت أن ثمة جوانب ذات أولوية ملحة منها جانب السلامة التشغيلية، إذ إن المؤسسة كانت تعاني من بعض الصعوبات لتحقيق هذا الجانب، فتم التركيز أولا على ذلك، وبالتأكيد كانت هناك أفكار وخطط للعمل بفلسفة القطاع الخاص، حيث تم البدء بالعنصر البشري لأنه المحرك والداعم لذلك الفكر، فتم تعيين مهندسين سعوديين برواتب مجزية تقارب بشكل كبير ما يستلمه القطاع الخاص والعمل على تعيين استشاريين في مجال الأعمال اللوجستية كون نشاط نقل البضائع هو الأساس في العائد المالي للمؤسسة.
وقد عقدنا عدة لقاءات مع القطاع الخاص مثل الغرفة التجارية وشركة أرامكو وغيرها من الشركات لبناء شراكة تجارية تخدم الطرفين وتعود بالفائدة العامة على الاقتصاد الوطني.
كما قمنا بتحسين وتطوير إجراءات تأجير عقارات المؤسسة من الأراضي بما يحقق الفائدة المالية للمؤسسة والمنفعة للوطن والمواطن وأعطينا الأولوية للمستثمرين الذين سيخدمون مجال السكك الحديدية، فالمؤسسة اليوم داعم وشريك مهم في توطين الصناعة في مجال السكك الحديدية. فهناك اليوم 3 مصانع لتصنيع وإنتاج العوارض الخرسانية لإنشاء الخطوط الحديدية، ومصنع لتجميع مواد الخطوط الحديدية من المحولات، وإجراءات تأجير لشركات أخرى تخدم المنظومة السككية بالمملكة.
وتتطلع المؤسسة إلى أن يتم نقل معظم منتجات القطاع الخاص بالقطار بدلاً من الشاحنات، ونعمل الآن مع أربع شركات من القطاع الخاص تنقل لهم المؤسسة بالقطار بالإضافة إلى منتجات المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق وتستهدف المؤسسة نقل كل منتجاتهم بالقطار، ونحن نستهدف تطوير وتحديث البنية الأساسية للخطوط الحديدية التي تربط مواقع تلك الجهات بالخطوط الرئيسية بالإضافة لتأمين القاطرات والعربات اللازمة لذلك، حيث تم توقيع عقد لتصنيع وتوريد 555 عربة لنقل الأسمنت والحبوب والحجر الجيري، وعقود لتصنيع وتوريد قاطرات جديدة.
ونجري الآن دراسة تسويقية عبر أحد المكاتب الاستشارية لاستقطاب مزيد من شركات القطاع الخاص للنقل لهم بالقطار بدلا من الشاحنات في خطوة تخدم الاقتصاد الوطني.
وهناك إجراءات تحت الإعداد لإنشاء أكثر من منطقة لوجستية على امتداد الشبكة بالشراكة مع القطاع الخاص لتسهيل عملية النقل للتجار وإنشاء خدمة النقل من الباب إلى الباب.
الجودة والسلامة
ما هي الخطوات التي اتخذتها المؤسسة لتحسين جودة خدماتها الخاصة بالركاب والبضائع؟
استراتيجيتنا تضع الجودة والسلامة أولويتها الأولى، ولهذا اتخذنا خطوات عدة في هذا الإطار، فبالنسبة لقطارات الركاب تم إدخال أنظمة الحجز الآلي عن طريق الإنترنت، والحجز الهاتفي المركزي، وأجهزة حاسب آلي لاستخراج التذاكر ذاتياً من المحطات، وستطرح المؤسسة خلال شهر منافسة لتأمين أجهزة إصدار التذاكر لوضعها في بعض الأماكن العامة المناسبة مثل بعض الجامعات والمراكز التجارية المشهورة والمزدحمة.
وفيما يتعلق بالخدمات الغذائية، لا تزال المؤسسة تتطلع لخدمة أفضل وتعمل على ذلك من خلال استقطاب الشركات المتخصصة ولها سابق تجربة من جهات ذات طبيعة عمل مشابهة للمؤسسة مثل الخطوط السعودية.
كما نجحنا في تقليل زمن الرحلة، وتأمين أطقم قطارات إضافية، حيث يجري تصنيع أربعة أطقم بطاقة 300 مقعد للقطار الواحد، ويتوقع وصولها خلال الربع الأول من عام 2015، كما يجري طرح منافسة لتأمين أربعة أطقم قطارات أيضا بالسعة نفسها.
ونعمل على تسيير قطارات بمحاور جديدة مثل ما بين الرياض والخرج ومتوقع ذلك خلال العام القادم.
أما بالنسبة لقطارات البضائع فاتخذنا عدة خطوات منها تقليل زمن الرحلة من ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام إلى الميناء الجاف بالرياض، حيث سيبدأ العمل بالمرحلة الأولى من ازدواج خط البضائع خلال شهرين ضمن برنامج لتقليل زمن الرحلة من 14 ساعة إلى 9 ساعات يكتمل خلال 3 سنوات.
كذلك تمت زيادة حجم النقل من خلال تعزيز أسطول النقل بالمؤسسة، حيث أمنت المؤسسة قاطرات وعربات إضافية خلال الثلاث سنوات الماضية.
لكن ثمة شكاوى عديدة من ركاب رحلات الدمام – الرياض والعكس من كثرة توقف القطارات وما يترتب عن ذلك من طول زمن الرحلة، فهل وضعتم حلولاً لهذه المشكلات؟
قطارات الدمام – الرياض تتوقف حاليا في محطتين وسطيتين هما الهفوف وبقيق، وتوجه المؤسسة عند تسيير قطارات الأحساء الرياض أن تكون هناك قطارات مباشرة ما بين الدمام والرياض دون توقف، أما توقفات القطارات الحالية في غير مواقع المحطتين الوسطيتين فهما بسبب مقابلات القطارات المغادرة والقادمة مع بعضهما البعض في نقطة التقاء بسبب أن الخط الحديدي مفرد. والمؤسسة وبسبب التوجه لزيادة الرحلات عملت على إنشاء خط ازدواج بين الأحساء والرياض ويتوقع الانتهاء منه مع نهاية 2014، وهذا سيمكن المؤسسة من إلغاء الوقفات تماما وزيادة عدد الرحلات، وبذلك سيتم، بإذن الله، تلافي شكاوى الركاب من توقف القطار خلال رحلات الدمام – الرياض والعكس.
علماً بأن المؤسسة تُسير 10 رحلات ما بين الرياض والدمام وتم مؤخرا إضافة رحلتين ما بين الأحساء والدمام لاستقطاب شريحة الموظفين العاملين بين المدينتين ويجري العمل حاليا على إدخال رحلة ما بين الأحساء والرياض أيضا لخدمة الطلاب والطالبات ومراجعي المستشفيات والدوائر الحكومية.
صرحتم من قبل بأن المؤسسة ستتمكن من تقليص مدة الرحلة بين الرياض والدمام والعكس إلى 3 ساعات في عام 2014، فما الذي تحقق في هذا الجانب؟
المؤسسة تعمل بالفعل على تقليص زمن الرحلة بين الدمام والرياض إلى 3 ساعات وفقا لخطة أعدتها العام الماضي ليبدأ العمل بها مع نهاية عام 2104، وتعتمد هذه الخطة على ثلاثة محاور رئيسية، وهي الانتهاء من ازدواج الخط بين الأحساء والرياض، لتلافي مقابلات القطارات والسماح بتسيير قطارات بالاتجاهين بدون توقف والانتهاء من تنفيذ الجسور على جميع التقاطعات الأرضية مع خط السكة والذي يتطلب حالياً تخفيف السرعات من تلك التقاطعات، وأخيراً زيادة سرعة القطارات من 140 كلم/ ساعة حالياً إلى 180 كلم/ ساعة، ولكن نظرا لوجود بعض المعوقات المتعلقة ببعض المشاريع ذات الصلة بتنفيذ زيادة السرعة وتأخر إصدار تصاريح عمل لإنشاء جسور لإلغاء بعض التقاطعات من بعض الجهات الخاصة إضافة لتغيير بعض مواقع الجسور لأسباب فنية فربما يصبح التاريخ المتوقع لزيادة السرعة في الربع الأول من عام 2015.
نقلة نوعية
هل التطوير المزمع إحداثه على محطات الرياض والدمام والهفوف وبقيق يمكن أن يشكل نقلة نوعية، خاصة على صعيد المباني أم ستكون منشآت تقليدية؟ وما أبرز سمات هذا التطوير؟
تطوير هذه المحطات سيحدث نقلة نوعية بلا شك، ليس فقط في مباني المؤسسة، لكنه سيسهم أيضا في إضفاء رونق حديث على المعمار في المدن المذكورة.
أما بالنسبة لأبرز سمات هذا التطوير فأهمها تأمين وسائل الراحة للمسافرين والمرافق المختلفة التي تستجيب لأحدث المعايير فضلا عن نظام التذاكر الذي سيكون من آخر أجيال أنظمة التذاكر.
وقد جلبت المؤسسة استشاريا إسبانيا بالمشاركة مع مكتب هندسي سعودي لينفذ تطوير لمحطات الركاب الحالية في كل من الدمام والرياض والأحساء بشكل معماري جديد يتضمن مرافق خدمة إضافية كثيرة تختلف كليا عما هو عليه الآن شكل المحطات. ويشمل التطوير أسواقا تجارية وفندقا وصالات خاصة لكبار الزوار… إلخ، كما طرحت المؤسسة حاليا منافسة لإنشاء محطة ركاب جديدة بمحافظة بقيق بشكل معماري متميز.
يلاحظ أن بعض المساحات المحيطة بمواقع التقاطعات الخاصة بالقطارات تبدو مكباً للنفايات والمخلفات، هل من مشروع لتحويلها إلى مناطق خضراء مثلا؟
المؤسسسة، كما ذكرنا، تعمل على إزالة جميع التقاطعات الأسفلتية للسيارات مع الخطوط الحديدية من خلال إنشاء جسور عليها، وهذا بدوره سيلغي جميع التقاطعات التي تتجمع أحيانا النفايات بسببها أو من وقوف السيارات عند التقاطع أثناء مرور القطار وما يلقي من نفايات خلال التوقف، أما فكرة عملها مسطحات خضراء فهي فكرة جميلة، وسنقوم بإذن الله بالتنسيق مع الأمانات لتحويلها إلى مناطق خضراء.
مستقبل واعد
أخيراً.. كيف ترى مستقبل النقل عبر سكك الحديد في المملكة؟
مجموعة المشاريع القائمة حاليا وتحت التنفيذ خير دليل على ذلك ، فمشروع قطار الحرمين يسير العمل فيه على قدم وساق، ومشروع خط الشمال – الجنوب اكتمل ما يتعلق بنقل المعادن، وجار العمل على خط الركاب ليربط شمال المملكة بالعاصة الرياض، ومشروع الجسر البري الذي سيربط الرياض بجدة تجري أعمال التصماميم التفصيلية فيه ومتوقع البدء بالتنفيذ خلال العام القادم، ومشروع ربط ميناء رأس الخير بالجبيل ثم ربط الجبيل بالدمام أيضا جار فيه العمل بخلاف الدراسات القائمة لربط المناطق الجنوبية بالشبكة الجاري تنفيذها.
(نقلا عن الوطن)