23 % من المطلقات السعوديات يرتادن العيادات النفسية .. فما الأسباب؟
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الرياض – متابعة عناوين:
“تلك الورقة غيّرت حياتي”، تقول عائشة، إحدى المطلقات السعوديات، وتضيف: “لم أكن أدرك أن الطلاق سيكون سبباً في نفور الناس مني، صديقاتي المتزوجات يرفضن الحديث معي لأن أزواجهن يخافون أن أكون قدوة لهن”.
الورقة التي قلبت حياة عائشة رأساً على عقب كانت سبباً في مرورها بحالة اكتئاب شديدة، “وهنا أخذتُ القرار أنا أحتاج علاجاً”، توضح عائشة التي بدأت منذ أشهر تتردد على إحدى العيادات النفسية في جدة، وتؤكد: “زوجي الذي حرمني السعادة خلال سنوات الزواج لن أسمح له بأن يحرمني إياها بعد الطلاق”.
عائشة ليست وحدها من ترتاد العيادات النفسية للعلاج من تجربة الطلاق، فقد وصلت نسبة المطلقات السعوديات حسب آخر إحصائية ذكرتها صحيفة “الوطن” السعودية قرابة 23% ممن يرتدن العيادات النفسية.
وحسب الصحيفة فإن 63% من المطلقات يعانين من النظرة الدونية في المجتمع السعودي، ما يجبرهن على اختيار الحلول لمواجهة تلك الضغوط والنفور الاجتماعي.
ضرب الزوجة والأولاد!
“لن تلجأ إلى الطلاق إلا عند استنفاد الفرص”، تقول عائشة زكي، أخصائية نفسية سعودية، وتضيف: “العديد من النساء يسعين لإصلاح الوضع مع أزواجهن لأنهن يعرفن أن الطلاق ليس بالأمر السهل في مجتمع مثل السعودية”.
زكي وكما توضح لـ”هافينغتون بوست عربي” أن “الحالات التي تعاملت معها كانت بسبب تعرّض الزوجات للضرب هن وأولادهن”.
وعند الحديث عن العنف الأسري، تجدر الإشارة إلى تعرض 13% من بين 18 ألف مراهق للعنف الجنسي، فيما تعرّض 53% إلى الإهمال، بينما تصدّر العنف الجسدي والنفسي أنواع العنف بواقع 80%. في حين تصل نسبة تعرّض المرأة السعودية للعنف إلى نحو 40%.
وبحسب زكي، فإن أسباب الطلاق في السعودية تتنوع ما بين الزواج على أساس قبلي أو عائلي، وهيمنة الزوج القسري على الدخل الشهري الخاص بزوجته إن كانت موظفة، وضعف الثقافة الزوجية لدى المقبلين والمقبلات على الزواج.
إضافة إلى الفهم الخاطئ لطبيعة الزواج على أساس أنه يأتي إشباعاً لرغبات جنسية فقط، مؤكدة في ذات الوقت أن الوضع الاجتماعي يزداد سوءاً للمرأة المطلقة حينما تقيم مع أسرتها في المناطق التي تعرف بالتشدد القبلي، كالمناطق الجنوبية أو الشمالية أو حتى الوسطى، حيث يعد الطلاق من الأمور المنبوذة في تلك المجتمعات.
المشاكل المالية
وهنا يقول الإخصائي النفسي في مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة، عاصم سرحان، لـ”هافينغتون بوست عربي”: “بمجرد أن تفقد المرأة المطلقة مركزها الاجتماعي الذي ارتبط بها كزوجة، تبدأ معاناتها مع الشعور بإحساس العزلة كونها مطلقة”.
ويتابع “إضافة إلى الآثار السلبية التي اكتسبتها من تجربة الزواج الفاشلة، خاصة إذا كان الزوج يعاملها بشكل قاسٍ، كثير من النساء المطلقات يعانين من حالات الاكتئاب والإحباط من تجارب الزواج الفاشلة، وتزداد معاناة البعض منهن جراء نظرات الأهل القاسية التي تحملها مسؤولية اتخاذ قرار الطلاق”.
وبحسب سرحان فإن المطلقة تعاني ضغوطاً أخرى قد تكون أشد ضراوة من تلك العوامل النفسية الناجمة عن الطلاق بحد ذاتها، حيث ضجت الصحافة السعودية بالعديد من القصص المأسوية حيال الأوضاع المالية أو المعيشية السيئة التي تمر بها بعض المطلقات في السعودية، هن وأبناؤهن، لاسيما أولئك اللاتي لا يمتلكن دخلاً شهرياً يؤمن لهن سبل العيش الكريم.
ويختتم بقوله: “عندما تتعرض المطلقة لضائقة مالية، ويتعذر عيلها اللجوء إلى أقاربها أو ذويها لتحمّل مصاريف أبنائها، تزداد عليها الضغوط بشكل عنيف إلى درجة أن الكثير من المطلقات قد يجبرن على قبول زواج المسيار، كحل للمشاكل المالية التي تواجهها، ومن هذا المنطلق تطبق المرأة مبدأ الهروب إلى الأمام كحل لمشكلاتها الناجمة بسبب الطلاق في التجربة الأولى”.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، كشفت وزارة العدل أن محاكم السعودية سجلت خلال عام 2015 44839 حالة طلاق بنسبة 28% من إجمالي عقود الزواج التي سجلتها المحاكم خلال عام، والبالغ عددها 161067، ووفقاً للإحصائية فقد تصدرت منطقة الرياض تسجيل عدد حالات الطلاق، حيث سجلت 14540 حالة طلاق، بينما احتلت منطقة الباحة أقل المناطق في حالات الطلاق، حيث سجلت 440 حالة طلاق.