شركات استخراج النفط الصخري تدخل مرحلة الإفلاس

عناوين – متابعة
أعلنت شركة “WBH Energy ” العاملة فى ولاية تكساس ، إفلاسها بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية ، و ذلك بعد ان تجاوزت ديونها حاجز 50 مليون دولار، الأمر الذي اصلبح يشكل وضعا حرجا لموقفها المالى .. وعلى رغم انها شركة صغيرة نسبيا ، الا انها كانت تعد واحدة من الشركات الرائدة في الولايات المتحدة في هذا المجال،

وأفادت وسائل الإعلام الأمريكية أن شركتين على الأقل على وشك إعلان إفلاسهما ، و قد بدا الامر بنشر الشركات العاملة فى النفط الصخرى لبيانات حول الصعوبات التي تواجهها ، و الخسائر التى منيت بها نتيجه انخفاض أسعار النفط ، ثم تحول الامر لاعلان الافلاس رسميا كما فى حالة شركة”WBH Energy ” .

و ترى معظم الدول المنتجة للنفط الخام من منظمة” اوبك ” ، ان هبوط اسعار النفط الشديد كان نتيجة الوفرة النفط المعروض بالاسواق نتيجه الطفرة الهائلة فى الانتاج مع ظهور النفط الصخرى .

ويقول الخبراء إن استمرار حالات الإفلاس ، سوف تستمر و خاصة بين الشركات الصغيرة التى تثقل كاهلها الديون المصرفية ، حيث تبلغ مديونية قطاع النفط و الغاز الصخرى الامريكى اكثر من 200 مليار دولار ، بسب كلفة المشروعات و البحث عن النفط و الغاز .. و ان استمرار خروج الشركات من قطاع انتاج النفط الصخرى سيؤدي إلى نقص في النفط في السوق العالمية وبالتالي زيادة أسعاره مرة اخرى ، لكن مع تحفظ بسيط بانه لا توجد مؤشرات حتى الان تسمح بتوقع إمكانية عودة أسعار النفط إلى 100 دولار.

و تشير التقارير الاقتصادية الى ان شركات النفط الصخرى بعد ان جربت العوائد الكبيرة ، ارادت التوسع فى استكشافاتها و انتاجها مما اضطرها لاقتراض الاموال في صورة سندات وقروض بنكية ، من وول ستريت ولندن، و ذلك لتغطية التنمية والمشاريع التي اصبحت الان لا تؤتي ثمارها.

وقد زادت الديون الناتجة عن العمل فى مجال النفط منذ عام 2010 بأكثر من 55 في المئة، وتباطأت الإيرادات ، حيث لم ترتفع سوى بنسبة 36٪ فقط في الفترة من سبتمبر عام 2014، مقارنة بعام 2010، ووفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال” ان عملية التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي على الأرض أكثر تكلفة بكثير من متوسط استخراج النفط من الحقول فى عرض البحر . ومع ذلك، وعلى مدى السنوات الماضية، و مع زيادة الانتاج أصبح الاستخراج اقل كلفة نسبيا واكثر سرعة ، و لكن هذا النمو صاحبه ايضا نمو فى الاقتراض و تزايد فى المديونية .

و قد تقدمت شركة WBH الاسبوع الماضى، طلبا لاشهار افلاسها ، بعد ان لعلن مقرضيها عدم استعدادهم لاقراضهم مزيد من الاموال . وتقدر الشركة ديونها بين 10 حتي 50 مليون دولار ، و هناك مئات الشركات الأخرى في الولايات المتحدة وحدها التى تعيش نفس الوضع و اصبحت عرضة لخطر اشهار الافلاس ايضا وسط سوق النفط العالمى المضطرب .

ويعتقد المحللون ان النفط الصخري في أمريكا الشمالية يحتاج ان يتم بيعه بثمن يتراوح بين 60-100 دولار للبرميل لكسر حاجز مديونية الشركات و استحقاق الجهات المقرضة و حاملى السندات المليارات من الديون المستحقة على شركات الطاقة. . و ظروف الاسواق الحالية تجبر الشركات على الاستمرار فى الانتاج و بيعه بهذه الاسعار المتدنية و تكبد الخسارة على امل ان ترتفع الاسعار مرة اخرى و يتم تعويض الخسائر .

و يرى محللو وال ستريت ان هناك طريقة واحدة لتجنب مصير شركة WBH ، و هوالتوسع فى عمليات دمج الشركات المنتجة و الباحثة عن النفط و الغاز الصخرى فى الولايات المتحدة ، و يبدو ان العديد من هذه الشركات قد بدات فى فتح باب التفاوض كن اجل انقاذ نفسها .

و يقول ” اد هاريس Ed Hirs ” المدير الادارى لشركة انتاج النفط و الغاز المستقلة Hillhouse

“لقد رأينا بالفعل شركتى بيكر هيوز و هاليبرتون يتفقان على الاندماج، وهما من الشركات الكبرى التى كانت تتنافس وجها لوجه فى الاسواق “.

و اضاف ” اد” قائلا ” لقد قرروا أنهم لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة بشكل منفصل، و ان استمرار الاعمال يستلزم الجمع فيما بينهما .. و لكن انخفاض الأسعار وعمليات الاندماج الكبرى سوف تعيق التقدم في هذه الصناعة”.

و ليس ادل على سوء الاوضاع ، اكثر من اندماج شركتى ” بيكر هيوز و هاليبرتون ” ، و اذا كانت الاوضاع كهذا بالنسبة لهذين العملاقين ، فما هو حال الشركات الصغرى التى تشرف على الموت بثقل الديون على ميزانياتها.

يذكر ان أسعار النفط فقدت أكثر من 50 في المئة في عام 2014، وانخفضت بالفعل 10 في المئة في عام 2015. وانخفضت العقود الآجلة بشكل كبير عندما اصرت منظمة الدول المصدرة للنفط على عدم تخفيض الانتاج في اجتماع الاخير فى نوفمبرالماضى

التعليقات مغلقة.