شكرا للقاضي.. وسؤال للجنة التثمين
في خبر أثلج صدورنا قرر فضيلة الشيخ بدر السلطان ، القاضي في محكمة الإستئناف بمنطقة الجوف ، إعادة أرض زراعية كان قد اشتراها من أيتام بمبلغ 250 ألف ريال ، بعد أن تم تثمينها عقب البيع بعدة أيام بمبلغ تسعة ملايين ريالا عدا ونقدا . وهو الموقف الذي نال كل التقدير والإحترام من كافة شرائح المجتمع . فقد كان بإمكان الشيخ أن يقول إن ما حصل هو رزق من الله “وهو كذلك” ، فيسكت ويأخذ الملايين دون أن يرتكب أي جرم أو استغلال للأيتام ، لأنه لم يكن على علم بأمر التثمين وقت شرائه للأرض .
شيخنا الفاضل فضل الأجر في الدنيا والآخرة بإذن الله على أن يحصل على هذا المبلغ الذي يسيل له اللعاب . موقف بلا شك يعبر عما بداخل هذا الشيخ من فضيلة وقناعة وأمانة غير مستغربة منه . ومع أن وسائل التواصل الإجتماعي اجتهدت في تداول هذا الخبر والثناء على موقف القاضي ، إلا أنه لم يحظ بالإهتمام المطلوب من وسائل الإعلام وخاصة المرئية منها . وكنت أتخيل كيف ستتعامل تلك القنوات مع الخبر لو أنهم علموا بأن القاضي اشترى الأرض بمبلغ زهيد وبعد أيام ثمنت له بهذه الملايين ولم يعد الأرض لأولئك الأيتام . أتصور حينها بأنها ستكون مادة خبرية لجميع القنوات ، بل ستصبح أم الحكايات ، وسيتعرض ذلك الشيخ الفاضل إلى حرب شعواء تأكل أخضره قبل يابسه . فكل التقدير مرة أخرى والإحترام لفضيلة الشيخ بدر السلطان على موقفه الشهم .
في نفس الوقت أستغرب كيف أن أرضا زراعية قدرت قيمتها السوقية بربع مليون ريال ، يقفز سعرها إلى تسعة ملايين ريال خلال أيام !!! . ليس في هذا التساؤل أي إساءة أو إتهام لأي جهة في عملية التثمين ، لكنني ومعي الكثيرون من الناس ينتظرون توضيحا حول هذا الصعود الصاروخي لقيمة الأرض . وإن كان هناك ما أسعدنا فهو أن هذا المبلغ سيذهب للأيتام والحمد لله رب العالمين ، فما أجمل إسعاد يتيم . وكم نتمنى أن يكون فعل وتصرف شيخنا الفاضل مع هذه القضية ، قدوة يقتدى بها ، وسابقة يحتذى بها ، سواء كان بطلها قاض أو رجل أعمال أو مسؤول . ولكم تحياتي.